-->

"بوعزيزي" الحسيمة يشعل ثورة الغضب ويعيد الى الاذهان حرب الابادة التي طالت الريف


الحسيمة 30 اكتوبر2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ اعادت حادثة مقتل المواطن المغربي البسيط محسن فكري المعروف ببائع السمك الذي كان يحاول استرداد بضاعته التي امر رجل الامن برميها في شانة الازبال مساء الجمعة بالحسمية بالمغرب، الى الاذهان حرب الابادة التي قادها الملك الراحل الحسن الثاني ضد اثورة الريف وجمهورية الريف التي اعلنها عبد الكريم الخطابي، حيث ان الحادثة التي تعرض لها “محسن فكري” الشاب الثلاثيني الذي اقترض مبلغا من المال لاستثماره في بيع السمك، ليحارب البطالة والتهميش اللذان يعاني منهما أبناء منطقته..فاقتنى كمية من السمك من ميناء الحسيمة بشكل قانوني وشحن بضاعته وغادر الميناء أمام مرأى الأمن والمسؤولين بها.. ليفاجأ بتوقيفه من طرف الأمن وسط المدينة بحجة عدم قانونية شحنته.. فقرر المسؤول الأمني استدعاء شاحنة الأزبال وأمر برمي الحمولة داخلها أمام مرأى محسن الذي شعر “بالحكرة” وهو يرى بضاعته تضيع أمام أعينه.. فقرر القفز للشاحنة لانقاذها ليتم قتله عبر تشغيل آلة الطحن..
الإحتجاجات تتوسع بعد مقتل تاجر السمك
حيث شهدت مدينة الحسيمة ليلة البارحة مظاهرات حاشدة للتنديد بالجريمة النكراء والمطالبة بالقصاص من الجناة.
وخرجت مظاهرات في العديد من قرى ومداشر ومدن الريف تنديدا بالجريمة والمطالبة بمسيرات مليونية تشل النظام العام للانتقام من القتلة الذين يضمرون لسكان المنطقة الحقد والكراهية بسبب ما يعرف به سكان المنطقة من معارضة للنظام الملكي في المغرب.
تنديد حقوقي بالجريمة الشنعاء
ادان فرع الحسيمة للجمعية المغربية لحقوق الانسان الطريقة البشعة التي أزهقت بها روح الراحل المسمى قيد حياته محسن فكري والمنحدر من مدينة إمزورن ويزاول مهنة التجارة في الأسماك، "بعد أن تعرض لمطاردة ليلية يوم 28 أكتوبر ليتم القبض عليه مع بعض رفقاءه في المهنة ".
واعتبر فرع الجمعية في بيان له ان "استهتار السلطات الأمنية بالحق في الحياة المواطن تتضح بأن مسؤولية اغتياله تتدخل فيها أطراف عدة ابتداء من المسؤول عن حجز الأسماك والعمل على إتلافها خارج الضوابط القانونية المعمول بها، ثم التصرف الأرعن لأحد رجال الأمن الذي يروج أنه تفوه بعبارة "طحن دين مو" وهو ما يجعل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار تطارد هذا المسؤول ومن شاركه في الجريمة".
وطالبت الجمعية بـ"فتح تحقيق نزيه وموضوعي يفضي إلى كشف واضح لكل المتورطين في هذه الجريمة، محذرة من مغبة طي الملف "عبر تكرار سيناريو شهداء 20 فبراير".
 من جهته ادان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم الحسيمة ما أسماه بالتصرفات اللا انسانية واللا قانونية التي أقبلت عليها السلطات الاقليمية والمحلية في تعاملها مع واقعة محسن فكري.
واعتبرت الكتابية الاقليمية لحزب الوردة ان البلاغات التي تصدرها السلطات مألوفة لدى ساكنة اقليم الحسيمة ولم يسبق ان أدانت اي مسؤول في العديد من الجرائم المرتكبة ضد أبناء الريف حسب تعبير بيان الحزب
وفي نفس السياق استنكرت حركة تودا امازيغن ما أسمتها بالجريمة الشنعاء التي ارتكبت في حق محسن فكري بالحسيمة، محملة كامل المسؤولية لـ "النظام المخزني"، حسب لغة البيان.
وعبرت الحركة عن ادانتها لما أسمته بالتهميش والاقصاء المفروض على الريف، داعية مناضليها إلى الخروج إلى الشارع من اجل رفض "الحكرة والسلطوية المخزنية تجاه الشعب المغربية".
وفي ذات السياق عبر حزب النهج الديموقراطي بالحسيمة عن ادانته الشديدة لما اسماها الجريمة النكراء التي اودت بحياة "فكري محسن"، مشيرا إلى ان الضحية قتل داخل حاوية لنقل النفايات بعد ان حاول ايقاف عملية اتلاف ومصادرة رزقه.
واعتبر النهج الديمقراطي قضية "محسن" هي "عنوان لما وصل إليه مسلسل الحكرة بالريف عموما والحسيمة على وجه الخصوص، وكان طبيعيا أن يخرج سكان الحسيمة بتلك السرعة وتنتقل القضية إلى مختلف أرجاء المغرب وخارجه".
وطالبت الكتابة المحلية للنهج بتفعيل المسطرة القضائية في حق كل من تثبت تورطه في هذه الجريمة ومن يقف وراءهم باعتبار مسؤولية الدولة ثابتة في تكريس سياسة قمعية تجاه المنطقة منذ القمع الشرس الذي تعرضت له حركة 20 فبراير.
ومن جانبها حمّلت جماعة العدل والاحسان بالريف، "المخزن" كامل المسؤولية في هذه الواقعة، محذّرة الدولة من أن سياستها التفقيرية اتجاه الشعب، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان الاجتماعي والغليان الشعبي، خاصة في منطقة الريف التي تعرف تهميشا على مختلف الأصعدة.

وعّبرت الجماعة عن استعدادها للمشاركة في كل الاحتجاجات الشعبية السلمية والجادة للمطالبة بحق الشعب المغربي في العيش الكريم، منوهة بالتلاحم الشعبي وبالمستوى العالي من الوعي والنضج والمسؤولية والانضباط الذي شهدته الوقفة الاحتجاجية لساكنة الحسيمة ليلة السبت.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *