-->

ماذا ينتظر المغرب من الأفارقة في القمة الإفريقية المرتقبة ؟


تقترب ساعة الصفر لانطلاقة أشغال القمة الإفريقية في دورتها العادية، ومع اقترابها، تزيد دقات قلب الملك المغربي في عزلة غير مسبوقة، لتؤكد لحلفاء الاحتلال المغربي على قلتهم، أن حقيقة الجمهورية الصحراوية بالاتحاد الإفريقي كعضو مؤسس، له من الحقوق والواجبات كغيره من الأعضاء، تعد عقبة لا مفر منها، وهذا ما يقودنا للتساؤل التالي : ماذا ينتظر المغرب من الأفارقة في القمة المقبلة؟؟
قبل الولوج إلى مبتغى الاحتلال المغربي من الأفارقة، لا بد لنا أن نعرج على معطيات تترجم الوقع السياسي للملكة المغربية التوسعية، حيث نجد بأنها تعيش في هذه الظرفية بالذات، فشلا سياسيا على الصعيدين الداخلي والخارجي، مما يعمق جراح قصر ابن بطوطة المغرب لعام 2016، أو نجم عرض الأزياء المثير للجدل تحت مسمى أمير المؤمنين، فشل اشتد بحدة صراع الأحزاب السياسية المغربية على المناصب الحكومية المهمة، وهذا يفتح المجال أمام تضارب المصالح الخاصة للأحزاب على مصلحة الشعب المغربي ومملكته التي بالغت في مطامعها التوسعية إلى حدود تفوق الخيال.
فمن منا لا يتذكر الوساطة المغربية بين الإخوة الفرقاء في ليبيا، والتي انتهت باتفاق السخيرات المغربية، اتفاق كتب له أن يدفن قبل ولادته، فلا حكومة الوفاق الليبية نجحت من خلاله في إخراج ليبيا من الأزمة الخانقة، ولا غاية المغرب التوسعية تحققت في تمتين مكانته السياسية على حساب الجارة الشرقية كما يقول، بالنظر لنجاح الدبلوماسية الجزائرية في حل الأزمة المالية سلميا، وساطة أكدت للبعيد قبل القريب النوايا الفرنسية السيئة ذات الإمتداد التاريخي، في السعي إلى بسط السيطرة على بلدان شمال إفريقيا، من خلال خلق الأزمات وزرع فتيل الفتنة في بلدان المنطقة.
إضافة إلى الإساءة التاريخية للأفارقة أنفسهم من قبل المغرب الذي انسحب رفقة ثمانية بلدان عربية عن مجريات القمة الأفروعربية الأخيرة بمالابو الغينية، بسبب مشاركة الجمهورية الصحراوية.
زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة، السيد إبراهيم غالي، إلى جنوب إفريقيا وزامبيا، وما رافقها من تصريحات لزعماء القارة السمراء والتي اكدت في مجملها، على عدالة كفاح الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره واستقلاله، وتأكيد الرئيس الجنوب إفريقي رفضه المطلق لانضمام المغرب للاتحاد الإفريقي كونه يحتل الصحراء الغربية، من العوامل التي تطيل ليل الاحتلال المغربي لتطول معه أحلاما توسعية لن تجد لها الرباط تفسيرا واحدا في مبادئ الأفارقة.
دون أن ننسى عودة الجزائر لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية، تسعى ضمن المحور الثلاثي، الجزائر، مصر وتونس لحلحلة الأزمة الليبية سلميا، بجلوس مختلف الأطياف الليبية إلى طاولة الحوار، هذا التقارب بالذات يخيف المغرب خاصة وأن مصر وتونس تحفظتا على موقفهما في انضمام هذا الأخير إلى الاتحاد الإفريقي.
هذه المعطيات وغيرها، تؤكد ضعف سياسة الرباط في تأكيد أطروحة الوحدة الترابية، بل وتجعل أهدافها الساعية إلى إبعاد البوليساريو عن الاتحاد الإفريقي، وتقديم صورة المغرب الوردية التي تهدف إلى ازدهار القارة الإفريقية وتعزيز شراكته مع بلدانها في مختلف المجالات شبه مستحيل، في وقت يتجه فيه الاحتلال المغربي إلى انتحار سياسي سيفرض عليه وهو يطمح للانضمام للاتحاد الإفريقي، احترام النظام الداخلي للاتحاد و الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي يعتبرها كيانا وهميا، حتى وإن لم يعترف. 
محسن أبا بداتي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *