-->

بقايا فتات كهرباء تندوف تحول صيف اللاجئين إلى جحيم


تعد الكهرباء واحدة من أكثر المصادر أهمية، ومن أعظم الاكتشافات التي قامت عليها الحضارة الحديثة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي أعظم الاكتشافات فائدةً للإنسان، بحيث تدخل في جميع المجالات ويعتمد عليها في كافة جوانب حياته، ولا يمكن له الاستغناء عنها ابدأ. 
وبعد مرور قرنين من الزمن على الاكتشاف، كان المواطن الصحراوي في اللجوء يكاد يحقق اكتفاء ذاتيا، بالاعتماد على قدراته إمكاناته البسيطة، معوضا تلك الحاجة بالطاقة الشمسية، حيث تكفل له متطلباته البسيطة وتغنيه عن مساعدة وشفقة الأخرين. 
قبل عشر سنوات طرح موضوع إمداد المخيمات بالكهرباء من قبل السلطات الصحراوية، كان المواطن يعتبر المشروع حلماً يمر به وهو نائم على غبار لحمادة اللعينة، بل معجزة من معجزات الأنبياء يصعب تصديقها، في ظل كثرة الوعود وغياب التنفيذ. 
بدأ العمل بالمشروع "المعجزة" إمداد المخيمات بالكهرباء، وصاحب العمل ضجيج وتهليل وتطبيل وتلميع، إستثمره من عجز عن تحقيق الانتصارات الحقيقية، وصور للمواطن على أنه بداية تطليق المعاناة، بل حياة كريمة تضمن الحد الأدنى من الرفاهية المدعومة، اوهموا الطيبين أنه استقلال في إنتظار إكتمال المتبقي القادم في الطريق، دعاية صدقها البسطاء، ورغم شح الإمكانات المادية للاجئين إلا أنهم افرقوا جيوبهم الصغيرة، لشراء مستلزمات وحاجاتهم لتتماشى معا الواقع الجديد. 
المشروع هبة من الدولة الجزائرية إلى الشعب الصحراوي، رصدت له ميزانية ضخمة تكفلت بها الجهات المعنية لولاية تندوف، ولم يكد يمضي عام حتى تكشفت الحقيقة "عدم إكمال المشروع، سؤ إدراة التوزيع، عدم مراعاة الحد الأدنى من السلامة، ... " تناهشت أفواه جائعة أدمنت نهب مشاريع اللاجئين، وهضم حقوقهم ابتدأ بالطرقات المعبدة إلى الكهرباء، في غياب ومتابعة الجهات الوصية. 
حولت هذه الفئة ذات العقول الهزيلة الكهرباء "الإدارة المعنية في تندوف والمقاول" المشروع الكبير إلى شبح وكابوس، يقض مضجع وأحلام البسطاء من سكان المخيم ليفترش المترفون أصحاب الوجوه المنتفخة، صناع الفساد ولاختلاس والرشوة امعاناتنا، ويلتهم المعجزة ليقتات من بقايا أشلاء البسطاء، المحترقة بفعل حرارة شمسهم المتضخمة. 
تحول المشروع المعجزة إلى لقيط مشوه، تتقاذفه الأرجل ولكل يرفض تبنيه، ولطمس وقائع الجرم بدأو يتهمون المواطن بالاستعمال المفرط للكهرباء، والعشوائية في مد الأسلاك، 
عرت الأزمة المسؤول الصحراوي، الذي سقط من أعين مواطنيه، حولته إلى نعامة وضيعة تدفن رأسها في التراب كلما واجه اقزام الولاية المجاورة، وأسد أمام رعيته. 
بعد عام من بدء العمل بالكهرباء ورغم إحاطته بكامل السرية، إلا أن واقع الحال يغني عن السؤال عنه، تبخر الحلم وتلاشى المشروع العملاق، وبدأت تلوح في الأفق أزمة إنسانية، أول ضحاياها المواطن البسيط. 
رحل المتطفلين وترك صناديق بحجم بطونهم، كلما حان أذان للإفطار انفجرت مولداتهم، بكاء وحريقا على واقع جيرانها البؤساء. 
بعد أزمة الكهرباء نتساءل عن الجدوى من تعيين وسيط ارعن، عاجزا عن حل مشاكل المواطنين، وعاجز عن التدخل لدى الجهات الأخرى. 
ونطالب السلطات العليا في الدولة الجزائرية، لتدخل لوقف المتربصين والعابثين باستقرار اللاجئين، ومحاسبة القائمين على المشروع، في إنتظار خروج المسؤول الصحراوي من عدة طلاق المخيمات صيفاََ. 
بقلم: محمد لمين عبد الرحمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *