-->

لقد هرم تعليمنا ... فهل من مجيب ؟


إن الاهتمام بالنظام التعليمي وتحسينه وتطويره أصبح ضرورة حتمية لكونه المقياس الحقيقي لدولة ما وتقدمها في الوقت الحاضر ، فإن روعة البيان و سحر الكلام ليعجزاني عن التعبير في هذا المجال لأنه تحدث فيه الكثير و طوقته الأقلام أكثر من مرة و ما أنا إلا قطرة في بحر أحاول أن أستعير بلاغة القول و سحر الأداء وروعة البيان لأعبر عن كل ما في صدري وتنطق به مشاعر ولآنه ليسعدني أن أجول بفكري و عقلي متحدثا في هذا الموضوع الشائق الذي يعتبر من موضوعات الساعة فموضوع ( لقد هرم تعليمنا ... فهل من مجيب ؟) من الموضوعات الحيوية التي يجب على كل منا التعبير فيه برأيه و بذلك تتبلور الأفكار و نضع نصب أعيننا تصورا للموضوع و خلاصة الأذهان فإنه مما لا شك فيه أن تعليمنا يعاني من الضعف كغيره من النظم العالم ،فقد مر تعليمنا منذ نشأته بعدة مراحل منها : مرحلة النهوض ( الطفولة)، مرحلة النضج ( التفكريش)، مرحلة الهرم ( الشيخوخة )، والذي من خلاله نستطيع رسم صورة المستقبل الذي نريد ، والتنبؤ بجيل مؤهل قادر على التفاعل مع معطيات العصر ومتغيراته . 

1/ مرحلة النهوض ( الطفولة ) : في 20 / 5/ 1975 بدأ التعليم في التأسيس و بعد مؤتمر قلبات الفولة 31 / 12 / 1976 بنيت مدرسة الثورة في الرابوني و كانت الأولى من نوعها في ظروف جد صعبة مع تحدي كبير و بنيت على شكل خندق في أسفل الأرض مغطى بقطعة قماش ( رولة) ، عمالها يعدون على أصابع اليد وهذا يدل على قلتهم ومن المعلوم أن الشيء اذا قل يصعب نجاحه ، لم يكن النظام التعليمي مستقلا بحدي ذاته بل كان جزء لا يتجزأ من الشؤون الاجتماعية ، أصبحت المدارس في كل دائرة على شكل حلقات لكن بلا مأوى ينتمون إليه مع قساوة الظروف المعاشية وقلة الوسائل التي تساعد على التدريس كالمناهج و السبورات و الطبشور ... ناهيك عن الأطفال المشردين الذين ليس لهم أي قابلة للتعلم بسبب ظروف الحرب و عدم الاستقراء وفي 12 / 1977 بنيت مدرسة بالطين عبارة عن مدرسة اشبال تبعد عن ولاية السمارة 17 كلم تقريباً وفي 9 يونيو 1979 بنيت مدرسة أخرى من الطين تبعد عن الرابوني 10 كلم تقريبا ، المدرسون يدرسون بلا مناهج معتمدين على البحث عن المعلومات و اعطائها بشكل عشوائي ، فلقد شكل محمد لمين أحمد وزير التعليم و التربية أنا ذاك نخبة من خيرة المدرسين لإعداد منهاجًا متكاملاً من السنة أولى ابتدائي إلى السنة التاسعة متوسط في جميع المواد فكانت خطوة بيداغوجية هي الاولى من نوعها لوزير التعليم و التربية ، و في 1980 بدأت المدارس في الاعداد واحدة تلو الاخرى مثل بلا احمد زين من ولاية السمار و سعيد الصغير من ولاية العيون ......وهلم جرى .
2/ مرحلة النضج ( التفكريش) : من سنة 1990 حتى غاية 2000 كانت هذه الفترة من اهم الفتر التي مر بها نظام التعليمي في الصحراء الغربية تخرجت عدة دفعات من معلمين و أساتذة و من مفتشين اصبحوا يدرسون المنهاج الجزائري لأن منهاجاً كان على شكل مسودة فقط ،قام الوزير الخليل سيدي أمحمد رحمه الله في إعداد التشريع المدرسي 1995 فقد تحسن مستوى التلاميذ و هذا الاخير ظهر في تفوقهم عند ذهابهم إلى الدول المجاورة فكانوا هم الاوائل فيها .
3 / مرحلة الهرم ( الشيخوخة ) : من سنة 2001 حتى يومنا هذا بدأ التعليم في إعطاء المنح إلى الخارج و الاستفادة لدى المدرسين و هذا ما أدى لهجرة كواد التعليم إلى الخارج ، فقد التعليم بصره مما أعاق سيره نحو الصواب و الرقي و الازدهار و مواكبة هذا العالم ، تراجع التعليم بنسبة % 66 نحو الورى عندما ظهر الحليب و البسكوت تحول إلى بيع و شراء تحت الكواليس ، المسير يعد الحليب والبسكوت ليلاً و نهاراً و لا ينظر إلى التلاميذ الذين يعانون من عدم توفر كراسي للجلوس عليها ، وينظر إلى المشتري الحليب و البسكوت نظرة ابتسامة و ترحيب وبينما ينظر إلى ولي أمر بنظرة خاطفة كأنه مجرم ، فما المركزية يعاني بعض موظفيها من النوم العميق تحسبهم سكارى و ما هم بسكارى ، فالمدرس يعطي المعلومات على عجالة من امره كانه في سباق السرعة و هذا ما يوقعه في الخطأ يسأل عن أحوال الحليب و البسكوت لأن له نصيب في ذلك ، الأسرة لا تشعر بالمسؤولية كأن الامر لا يهمها ويتمنون لو يدرس الطفل ليلا و نهارا لكي يستريحوا من همزاته و اصواته اللامحدودة أما المفتش ليس لديه إلا التكرار مع الفرار حتى نهاية الشهر ، و من هنا يراودني سؤال في ذهني هل النظام التعليمي سوف يتحسن أم أنه سينعدم ؟ 
في هذه الايام تعمل المنظومة جاهدة إلى مراجعة نفسها تحت اشراف الاخ الوزير بشرايا حودي بيون انطلاقا من القاعدة نحو القمة .
_ وفي الأخير لا أملك إلا أن أقول أنني عرضت رأيي و أدليت بفكرتي في هذا الموضوع لعلي أكون قد وفقت في التعبير عنه ، وأخيرا أطلب من المولى عز و جل أن يوفق هذه المنظومة نحو التقدم والرقي و أن يجعل أغلب عمالها مخلصين في أعمالهم.
بقلم: الاستاذ الشيخ لكبير البخاري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *