-->

الطالب الصحراوي...مصير أمة


#المقال_رقم_30

بقلم الطالب : عالي المهدي سعيد
جامعة وهران Ali Almhdi Said

الطالب الصحراوي...مصير أمة

لا يخفى على أحد الدور المحوري الذي لعبه الطلبة الصحراويين في باكورة حركتنا الوطنية فهم الذين وضعوا الدعائم و القواعد التي سارت عليها ثورة التحرير المجيدة منذ انطلاقتها، إذ ان جل المؤسسين حين ذاك كانوا طلبة لا زالوا في مقاعد الدراسة..وافقوا بين التعلم و النضال، زاوجوا بين طلب العلم و العلى، رغم قلة العدد... صعوبة الظروف و شح الإمكانات استطاعوا أن يصنعوا مجدا تليدا سيظل عصيا على أجيال مقبلة....شباب تأثروا برياح الثورة و التحرر التي كانت تعصف بدول العالم الثالث مغيرة بذلك الخارطة السياسية و الفكرية و حتى الثقافية لتلك الدول، إلا من بقايا و اثار ربما الزمن وحده سيكون كفيل بتغييرها....انطلاقا من هذه المعطيات و بناء على واقعنا الحالي: هل تراجع دور الطالب الصحراوي في حرب التحرير ؟ هل هناك نقص في الوعي الفكري و الثوري لدى الشريحة الطلابية اليوم ؟ و اذا افترضنا صحة الفرضيتين السابقتين فما هي انعكاساتهما على القضية الوطنية؟

ربما يعد الموضوع صعبا نوعا ما، و متشعب احيانا، لكن لا بد لنا من الخوض فيه نظرا لأهميته البالغة في هذه المرحلة و لذلك استعنت بمجموعة من الشباب الذين يحملون باع طويلا في العمل النضالي و الميداني، و لعل عامل تراكم السنون و الخبرات منحهم القدرة على استقراء الوضع العام وفق دراية كبيرة و معرفة دقيقة تمكننا من حلحلة جزء من هذه الإشكالية العويصة التي باتت تنخر في جسدنا الطلابي...الناجم سعيد يقول: "لا يمكننا أن ننسى او نتناسى الدور الكبير الذي لعبته النخبة الطلابية إبان حقبة الإستعمار و مرورا بأعمالهم البطولية في حرب التحرير ذلك بأنهم كانوا الأبطال الألى رسموا طريق الحرية و كانوا مصابيح نهتدي بها في دجى الليل الحالك...المهمة صعبة بيد ان لا مناص من تتبع آثارهم و ان نحذو حذو شهداء الحرية...كونوا الشهيد بصيري، كونوا الشهيد الولي، كونوا الشهيد محمد..."، شاعر الطلبة و أن كان قد أشار إلى حقيقة تراجع الطالب الصحراوي في حمله للأمانة فهو لم يفصح و لكنه عوضا عن ذلك شدد على ضرورة تتبع آثار من سبقونا من شهداء الحرية معتبرا إياه الحل الأمثل في تجاوز كل العقبات التي تواجهنا في طلب الحرية و الاستقلال.

"حقيقة القضية الوطنية تشهد قفزة نوعية في كافة المجالات و لدى كافة فئات المجتمع الصحراوي و بالخصوص لدى شريحة الطلبة الصحراويين، لا أنكر أنه مؤخرا و نتيجة مجموعة من العوامل حدث نوع التراجع في مستوى الوعي الفكري و كذلك تراجع ملحوظ في العمل الميداني و لكن حقيقة هذه المشكل كانت من أولويات التنظيم السياسي للجبهة و لإتحاد الطلبة و بالتالي حقيقة يوجد تقدم و يوجد عمل مستمر من أجل تدارك ما فات و معالجة تلك النقائص..." (الولي حمة، امين فرع الغرب سابقا). الولي أشار بشكل صريح إلى تراجع الوعي الفكري لدى الطلبة و ربما هذا لا يخفى على أحد، يكفيك فقط ان تمعن النظر في هاته الأسطر التي تقرأها الأن و من ثمة إقرأ لخريج سبعينات او ثمانينات او حتى تسعينات القرن الماضي و ستلاحظ الفرق من دون شك، تصفح خمس دقائق لأحد مواقع التواصل الإجتماعي التي امتلأت للأسف "تفاهات" من قبيل: (إشاعات، اتهامات بالجملة، مواضيع سخيفة كالرومنسيات التي نحن في غنى عنها تماما او نزاعات كروية....)، و هنا يبرز دور الجهات المعنية و التي يجب عليها تكثيف الجهود من أجل تنمية الحس الثوري لدى الطلبة و الشباب و كذلك زيادة الوعي الثقافي و الفكري و المعرفي لدى هذه الشريحة.

لا يوجد شك بأن تراجع الدور الطلائعي الذي كانت تلعبه الشريحة الطلابية و المثقفين طيلة أربعة عقود من الكفاح و النضال سينعكس سلبا على القضية الوطنية و لعلى هذا ما أفصح عنه حمة حمادة حين قال" في البداية انا طالب جامعي من دائرة الدشيرة....بخلاف السنوات الاولى من حرب التحرير عدد الطلبة الصحراويين لا بأس به و في تزايد مستمر، لكن للأسف نفتقد للنوعية التي شكلت يوما ما مصدر قوتنا و مكمن نصرنا، و بالتالي اخشى ان يكون هذا المشكل حجر عثر في طريق الحرية".
هكذا هي حركات التحرر في العالم، ربما احيانا تواجه مشاكل و معضلات، احيانا تسقط ثم تنهض، تخسر معركة و لكنها ابدا لا تنهزم ، هكذا ينبغي أن نكون نواجه المشاكل و الصعاب إذا ما أردنا ان نصل يوما إلى هدفنا المنشود و مرادنا المشتهى و لن يتحقق ذلك الا بالوحدة و الإلتفاف حول رائدة كفاحنا التي منها نستمد المباديء و الأهداف النبيلة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب.
و في الختام هذه المشاكل التي حاولت التطرق اليها بلإضافة الى مجموعة كبيرة اخرى اصبحت تقرع ناقوس الخطر و وجب علينا إيجاد الحلول المناسبة لها و لعلى من بينها تطوير وسائل التوعية الفكرية و السياسية و كذلك الإستغلال الأمثل لوسائل التواصل الإجتماعي و التي أصبح لها دور كبير في نشر القضية الوطنية إذا ما احسن استغلالها "اااا....كثيرا منا يجهل للأسف الدور الريادي الذي من الممكن أن تلعبه وسائل التواصل لإجتماعي لدى شريحتنا نحن الطلبة على الأقل بإعتبارنا مثقفين، واعون بحجم المسؤولية" (اعلي عمار)، التطور و العولمة ليس نغمة كما يتصورها البعض لكي لا أقول الكثير و لكن ربما هي مثلها مثل الكثيرين من الأشياء ذات حدين فإما ان نستخدمها في ما فيه فائدة للقضية و الوطن او.....و هنا يتجلى بوضوح مستوى الوعي لدى الشريحة الشبانية الطلابية الذي تعد من دون شك الفيئة التي بدأت هذا الأمر و بكل تأكيد ستنهيه بالإستقلال و العودة لأرض الوطن بإعتبارها ماضي، حاضر و مستقبل القضية و الوطن.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *