-->

الكويت تغرد بعيدا عن محيطها.. لا للتطبيع مع إسرائيل


دأب سعود الكندري الرئيس الجديد لاتحاد الطلبة بجامعة الكويت على المشاركة في الفعاليات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي منذ أن التحق بالجامعة قبل ثلاث سنوات لدراسة القانون، ولكنه اليوم يبدو أكثر إصرارا واندفاعا في رفض الاحتلال وممارساته ومقاومة التطبيع في ظل تسارع وتيرته عربيا وخليجيا.
وبينما كانت وفود إسرائيلية تطرق أبواب الخليج بابا بابا، كان الكندري ورفاقه ينظمون مهرجانا خطابيا بشعار "لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني" اشترك في تنظيمه مع اتحاد الطلبة كل من ملتقى القدس الثقافي، ورابطة شباب لأجل القدس-فرع الكويت. وأجمع المشاركون على أن الصراع مع دولة الاحتلال على الوجود لا الحدود.
ليست هذه أول مرة ينظم فيها اتحاد الطلبة بجامعة الكويت فعالية تضامنية مع فلسطين ورافضة للتطبيع، فبحسب الكندري تنظم كل عام فعاليات مناصرة للقضية الفلسطينية بهدف التوعية بمخاطر الاحتلال وأهمية الوقوف الدائم مع قضية العرب الأولى فلسطين.
يشير الكندري -في حديث مع الجزيرة نت- إلى أن البعض يرى أن المهرجانات لا تحرر القدس، وهذا صحيح، لكنها -أي المهرجانات- كفيلة بإبقاء القضية حية و"إحياء ذكراها في قلوبنا".
ورغم أن الحراك في أصله طلابي تنظيما وحضورا، فإن رموزا بارزة بالكويت شاركت في الفعالية وعبرت عن مواقفها المناهضة للتطبيع.
فقد كان من بين المتحدثين بالمهرجان عضو مجلس الأمة الكويتي أسامة الشاهين الذي أكد -بحديث للجزيرة نت- أن هذا الحراك الطلابي والنقابي والشعبي تكمن أهميته في كونه يعكس الرأي الحقيقي للشعوب العربية والمسلمة.
ويضيف "مع الأسف الشديد فإن معظم دول المنطقة تفتقد مساحات من الديمقراطية والحريات التي تكفلها القوانين، وبالتالي لا تعبر البرلمانات والحكومات في تلك الدول عن آراء الشعوب، فنجدها في أحيان كثيرة تهرول نحو التطبيع، لكن لو استفتيت الشعوب بشكل محايد فستجد أن أكثر من 98% منها مناهضة للتطبيع".
وطالب الشاهين المجالس النيابية العربية بالاضطلاع بمهامها (تمثيل الأمة، الرقابة على الحكومة، إقرار التشريعات) للتعبير عن رفض التطبيع العبثي والخطر على الكيانات العربية قبل الفلسطيني.
لم يكن هذا المهرجان الوحيد بالكويت الذي هب رافضا للتطبيع بعد خطوات فُهم منها أنها محاولات للتقارب مع إسرائيل، والمتمثلة باستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي في عُمان، ومشاركة فرق رياضية إسرائيلية في بطولتين استضافتهما العاصمتان الإماراتية والقطرية
فبالتوازي مع حملة افتراضية بمواقع التواصل رفضت أي محاولة للتقارب مع إسرائيل، كانت هناك حملات على أرض الواقع نظمها عدد من الكيانات النقابية والسياسية: منها ندوة نظمتها الحركة الشعبية الوطنية بعنوان "موقف الكويت ثابت لن يتغير، والتطبيع مرفوض" أجمع المتحدثون فيها على رفضهم للتطبيع مع دولة الاحتلال بل واعتبروا "هرولة" بعض الدول نحو إسرائيل أمرا مخجلا رغم التبريرات التي يسوقونها.
لا يفتأ الكويتيون يرددون ما سبق وأكده أميرهم الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح من أن "الكويت ستكون آخر المطبّعين" وما زال بلدهم يقدم الدعم بجميع أشكاله للقضية الفلسطينية، فعلاوة على الدعم المالي هناك دعم سياسي من خلال عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن، ونصرة للحق الفلسطيني كررها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في مواطن دولية.
وفضلا عن ذلك، هناك دعم ثقافي كان آخر مظاهره تخصيص جناح للكتاب الفلسطيني بعنوان "القدس عاصمة فلسطين الأبدية" بمعرض الكويت الدولي للكتاب الذي سيقام هذا الشهر بتوجيه من الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وقد ثمن المنسق العام لملتقى القدس الثقافي جهاد جرادات مواقف الكويت الرسمية والشعبية، واعتبر أن الكويت "الدولة الوحيدة التي ما زالت ترفض التطبيع، وتواجه الغطرسة الصهيونية بمناصرة الحق الفلسطيني ودعم خيارات شعبه".
ورأى جرادات -وهو فلسطيني يقيم بالكويت- أن ما يقوم به هذا البلد يعد خطوة متقدمة، ويضيف "الدور الكويتي أعطى أملا للشعوب المغلوبة على أمرها والممنوعة من التعبير عن حبها لفلسطين".
وأرجع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. شفيق الغبرا السبب الأساس في الحراك الذي تشهده الكويت إلى وجود درجة مقبولة من حرية المجتمع المدني، مما يجعل نبض الشارع مسموعا على النقيض مما هو حاصل في معظم الدول العربية التي تحد السلطات فيها من حرية الحركة والأحزاب والتيارات والرأي.
وأشار د. الغبرا إلى بعد آخر يمكن من خلاله فهم خصوصية تعامل الكويت مع القضية الفلسطينية، وهو احتضانها لرموز العمل الفلسطيني سواء من فتح أو حماس أو غيرهما.
المصدر : الجزيرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *