الديبلوماسية الصحراوية ومضات فساد قد يهمك معرفتها..وماخفي أعظم. .!
واحدة من حسنات تطبيق “الواتساب” في مجتمعنا المشتت أنه عرى تلك الرمزية التي ظل كثيرون يتوارون خلفها سيما رجالات الديبلوماسية، لسنوات طويلة إرتبطت صورة رجالات “الخارج” في أذهاننا بذلك الرجل “المصقول” قليل الكلام متزن في نظر “لكهلات’ و”موثوق” في عرف “الشيب” وبالمحصلة هو الرجل المناسب لكل فتاة حتى وإن كان عمره بعمر أبيها.
ما رشح قبل يومين من فيديو لأحد رجالات هذا القطاع وهو يدفع ضريبة هجران زوجته طيلة سنوات قبل أن يعيده الحنين بطريقة ما “مالحب الا للحبيب الأول”. وفي عرفنا الاجتماعي تسمى “ترظية” او جبر خاطر قانونا إذا صح الوصف، تلك الحادثة التي كلفت 25000 يورو ليست سوى قمة الجبل الجليدي من واقع ديبلوماسيتنا الخفي.
رحلة الدبلوماسية الصحراوية مع الفساد طويلة ومشينة والاسوأ فيها أنها ستظل قائمة “مارادها حد”، من المكسيك إلى كوبا وصولا إلى أنغولا وجنوب أفريقيا وحتى الجزائر، طف قبل ذلك بكل أقاليم إسبانيا وبعض مقاطعات إيطاليا ودول الشمال الأوروبي وبلجيكا وألمانيا والهند وإيران قديما ، أينما وجهت وجهك فثمة قصص فساد غريبة ومعيبة لايزال أبطالها في الأغلب على قيد الحياة، لكننا شعب ذاكرته ضعيفة.
في سنوات العز الثوري والتمكين للنظام قامر ثوري صحراوي بسفارتنا في المكسيك ، طوى النسيان القصة لكن بطلها لايزال حيا يرزق، تحول الفساد إلى أفريقيا التي احتضنتنا ، على رأس الدول التي اكتوت بفساد ديبلوماسيتنا كانت أنغولا أين استولى العديد من السفراء الذين مروا عبر تلك الدولة على المنحة المالية التي كانت تخصصها وزارة الخارجية الانغولية للدولة الصحراوية والبالغة 9000 دولار شهريا . بعدها جنوب أفريقيا في قصة مشهورة قيل أنها تجاوزت مليون دولار .
ماحدث في بعض الدول الإفريقية لا يقاس البتة بما يحدث في تمثيلياتنا ببعض الدول الأوروبية خاصة إسبانيا وايطاليا، في إسبانيا حيث يتشعب الفساد وتكثر خيوطه وتكبر شبكته وتتعدد اوجهه، من التعليم إلى الصحة إلى الإعلام إلى الثقافة مرورا بالتؤامات وصولا للرياضة ، ينسج الفساد خيوطه بعمق ، رأس الخيط يكون الممثل الذي يحمل صفة ممثلا للبوليساريو، أما بقية أطراف الشبكة فتتوسع لتشمل جمعيات التضامن مع الشعب الصحراوي ويصب نهر الفساد في المخيم عبر مجاري أخرى من التعاون إلى الدوائر إلى جمعيات توصف بحقوقية او مجتمع مدني، ويربط السلسلة كلها أن المستفيد في الأخير سيكون أقارب او بني عمومة الممثل او “لمعايل في المخيم”، تصورو مثلاً أن الممثل رفقة رئيس او رئيسة جمعية التضامن يتفقان حتى على من سيرافق الوفد وأين يقيم وسيارة الأجرة الخاصة التي ستقل الوفد والأماكن التي سيزورها ومع من يمكنهم التنسيق وهكذا ذواليك، نموذج آخر من أوجه الفساد يتعلق بالتؤامات إذ يحرص بعض الممثلين أن توجه إلى الدوائر او البلديات التي يكون على رأسها بني العم او الخالة او الأهل.
تأتي الجولة او ما يعرف “بعطل في سلام” فرصة الممثل رفقة رئيس أو رئيسة جمعية التضامن في هذا الإقليم من إسبانيا أو ذاك في اقتسام ماتدفعه العائلات لاستقبال الأطفال الصحراويين ، تصوروا مثلا ان الديون المترتبة على أحد الأقاليم الاسبانية عند الخطوط الجوية الجزائرية نتيجة فساد ممثل الجبهة وتلاعبه بالأموال بلغت 3 ملايين يورو ذهبت في جيب الرجل حتى اليوم …!.
ثمة وجه ثالث من صور الفساد يتعلق هذه المرة بجمعيات التضامن نفسها حيث يرأس أغلبها إما “شيب”او “عجائز “يكونون في الغالب في تقاعد وظيفي، مايسمح لهم بالتفرغ للدعم ظاهره تضامن مع اللاجئين وباطنه لوبي فساد ضارب في العمق وتقاسم المشاريع بالمخيمات بين الممثل ومن ينوب عنه في المخيم يكلف وفقا لاتفاق التقاسم بإدارة المشروع مع حوافز، وبنفس الوقت يرفض الداعم تغييره في حالة إصرار أي وزير او مدير جديد على تأميم المشروع بعد ان تفوح رائحة فساده.
مثلا ما يسمى ويقدم أنه تظاهرة ماراطون الصحراء هو في حقيقته مافيا فساد خليط من الإسبان والصحراويين لم يتغيروا منذ 19 سنة ، نفس الأوجه بعضها لايربطه بقطاع الرياضة سوى ايام الماراطون وتقسيم الأرباح، وعلى شاكلة الماراطون جاءت تظاهرة فيصحراء او السينما نفس “الخلطة”وقد اشتكت جمعيات إسبانية من تضخيم الفواتير في واحدة من الطبعات وكاد الأمر يصل الى المحاكم في مدريد.
التعليم ليس نشازا كما الصحة، نفس لوبيات الفساد تهيمن على المنح التعليمية والمشاريع الصحية الموجهة للاجئين الصحراويين وتهريب الأدوية الثمينة الى موريتانيا.
بنفس طريقة إسبانيا يتشعب الفساد وتكثر خيوطه في إيطاليا ولكن باختلاف بسيط، تصوروا مثلا أن ممثلا سابقا كان يوجه مشروع ما يسمى التبني عن بعد وهو مشروع يدعم عوائل الشهداء ، يوجهه الممثل إلى دائرة وفي نفس الدائرة يقتصر فقط على بني عمومته، وجه آخر من أوجه فساد الممثلين في إيطاليا لكل ممثل حيزه الجغرافي الذي يرسل إليه مرافقي الأطفال في عطل الصيف ، بعض المرافقين من عشر سنوات وهو يسافر ويعود كل صيف لأنه من لوبي الممثل، إبتكر “قوم إيطاليا ” فكرة جديدة تسويقية للتغطية على الفساد وهو الاستثمار في الإعلام لنقل أنشطة افواجهم، حتى المشاريع توجه مباشرة الى حيث أبناء العم مسؤولين او قيادات نواحي وحتى رؤوساء بلديات في الجزء المحرر.
بعقليات كهذه من الطبيعي جداً أن ينحصر هم دبلوماسيينا والذين أغلبهم ليس له مستويات اكاديمية عالية، مجرد اللغة وفقط. و من الطبيعي جدا ان ينحصر تفكيرهم “عند كرعيهم ” وتصبح معاركهم مع الشعب في إظهار برجوازيتهم الثورية ، سلاحهم الفساد وبعض من المراهقة المتأخرة حيث البحث عن الفحولة في حضن فتاة صغيرة رمتها الأقدار في شباك دبلوماسي غزا الشيب رأسه ولا يعرف من الحروب الا تلك التي على السرير في غرف مظلمة.
ويبقى هذا مجرد النزر اليسير من حكايا دبلوماسيتنا. وماخفي أعظم.
المصدر: المستقبل الصحراوي