-->

مسؤول فرع حركة 70م في التفاريتي.. حمل رسالة سرية من رئيس الحركة إلى السلطات الموريتانية…



كان لرباس سعيد الجماني، ابن العائلة الصحراوية العريقة، من الذين ثاروا على الاستعمار الإسباني، وما أن تأسست الحركة الطليعية سنة 1969م حتى كان من كبار قادتها الميدانيين. تم تكليفه من طرف الفقيد التاريخي بصيري بقيادة منطقة التفاريتي ومحيطها، فعمل بسرعة وجد، وتمكن في ظرف شهرين من تأطير حوالي 90 بالمئة من سكانها، وجمع تبرعات فاقت تبرعات المدن الكبرى. خلال تلك الفترة كان لرباس في صراع دائم مع السلطات الإسبانية التي كانت تعرف أنه يعاديها، لكن لم تكن تستطيع التصادم معه. في التفاريتي كان المنخرطون يقسمون الوفاء للحركة على مصحف منحه اياه القاضي لبيهي ولد خروب. يوم الزحف نحو الزملة توجه القادمون من التفاريتي نحو العيون وكانوا في الصفوف الامامية. حين بدأت المظاهرة يوم 17 جوان 1970م سلم بصيري، رئيس الحركة الوطنية، رسالة الى لرباس وطلب منه أن يذهب بها الى السلطات الموريتانية كي تعلم بالحدث. لكن في اللحظات الأخيرة، وقبل ان ينطلق لرباس الى موريتانيا خطرت له فكرة. فكر أن فشل المظاهرة يعني فشل العمل السلمي ولابد من العمل العسكري. في الليل جهَّز سيارته واتصل ببصيري، وعرض عليه ان يلتحق بالجبال ويختفي حتى ينظم الكفاح المسلح. تلك الفكرة واجهها بصيري بمقولته الشهيرة: افضل ان استشهد من ان يقال انني دفعتكم إلى الأمام وهربت أو اختفيت." 

لرباس العادل
حين انطلقت الثورة سنة 1973م لبى ندائها، وكان من الأوائل الذين دافعوا عن العدالة. في كل المؤسسات التي عمل بها سواء وهو مسؤول دائرة او والي ولاية او وزير في التجارة والتجهيز عُرف بالعدل، ودافع عن العدالة الاجتماعية حتى اللحظة الأخيرة. في المؤسسات التي عمل بها كان المفسدون يحاربونه بهوادة، واطلقوا عليه اسم " القفل"، وهي صفة تعني أنه لم يكن يفتح المؤسسات التي عمل بها للمفسدين واللصوص والمرتزقين. 

معجزة المصحف الشريف
في اخر مهمة له تم تعيينه مسؤولا على دائرة التفاريتي المحررة التي انطلق منها يناضل سنة 1970م. حين كان يتفقد المكان كان يتذكر الأيام التي كان مسؤولا فيها عن دشرة التفاريتي. من ذكرياته انه بعد مظاهرة الزملة سنة 1970م عاد الى تفاريتي وجمع كل الوثائق السرية التي كانت بحوزته عن الحركة ووضعها، مع المصحف الذي كان المناضلون يقسمون عليه، في علبة حديدية كبيرة ودفنها تحت الأرض. بعد أكثر من ثلاثين سنة، وبعد تعيينه مسؤولا لدائرة تفاريتي المحررة، ذهب الى المكان وحفر عن العلبة. وجد بقاياها، ولم يبق منها، سبحان الله، الا ذلك المصحف الشريف سالما من الأذى. 

ورقة من إعداد مركز زمور للدرسات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *