الدبلوماسي الصحراوي حدي الكنتاوي لموقع "الجزائر سكوب" عودة الجزائر كقوة صاعدة سيعيد للمنطقة توازنها المفقود
أكد الدبلوماسي الصحراوي حدي الكنتاوي عبر مقال تحليلي على موقع " الجزائر سكوب" ان عودة الجزائر كقوة صاعدة سيعيد للمنطقة توازنها المفقود.
موضحا ان "الجزائر اليوم تملك ثروة بشرية نوعية، قادرة على النهوض بها إلى مصاف الأمم المتقدمة وثروة اقتصادية هائلة، يكفيها فقط ما فوق الأرض من إمكانيات وخيرات، دون الحديث عن باطنها الذي جعلها محط أنظار كل الطامعين في إعادة الاستعمار الذي اخرج بالأمس صاغرا مرغما، مطاطا الرأس يمني النفس بالعودة يوما ما إلى الأرض التي لم يهضم بعد كيف انتصر شعبها على مغتصيبها الفرنسيين، الذين لم يستوعبوا ان فرنسا ما وراء البحر كما يحلوا لهم تسمية الجزائر، هي أكبر كذبة يرفضها التاريخ قبل الجغرافيا…"
مضيفا ان "اليوم كما بالأمس يجدد الجزائريون العهد مع التاريخ منذ العهد القرطاجي الروماني إلى الثورة الاعظم في القرن التاسع عشر، غير أن النخب الجزائرية الوطنية المخلصة أظهرت مستوى علو كعبها في إدارة مختلف المراحل الصعبة في التاريخ الحديث، كما استبسل وابدع الإنسان الجزائري إبان ثورة التحرير المباركة، ليدخل البلد تحدي ما بعد الاستقلال من خلال ثورة بناء الدولة، بعد استعمار مدمر استمر قرن و32 سنة، وهو الرهان الذي كسبه الجزائريون مرة أخرى، وكان قدر الاجيال الجزائرية ان تخوض حروب مختلفة، بمعادلة متغيراتها أدوات وظروف الصراع، والثابت الوحيد فيها الانتصارات في النهاية".
وعرج الكاتب على مسودة الدستور الجزائري الجديد بالقول "تشهد النخب الجزائرية نقاشا مستفيضا هذه الايام حول مشروع الدستور وما يرافقه من تحولات وخاصة المادة 91 المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية التي تخوله ارسال وحدات من الجيش الجزائري لتنفيذ عمليات خارج الحدود، فبين من يتخوف من الخطوة ويعتبرها جر للجزائر الى صراعات المنطقة لتحارب بالوكالة عن الاطراف الدولية والتي تريد أن تبحث عن من يلعب لها الدور، لتدفع البلد تكلفتها المالية والبشرية، وتستفيد هي من نتائجها.
اما الفريق الثاني بحسب الكاتب "يرى ان السياسة الدولية قد تغيرت واصبح من الضروري كما أنه من الصعب في خضم لعبة الشطرنج بين الكبار ان تحافظ على الامن القومي للدول الذي يبدا من وراء حدود العدو في معادلة التحولات الدولية اليوم، فالجيش الجزائري لم يشارك خارج الحدود في اي عملية منذ الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1973م."
مضيفا انه "في الوقت الذي كانت فيه الاحزاب السياسية تتفاعل في المشهد الجزائري خلا 20 سنة الماضية، انكفأت المؤسسة العسكرية على بناء ذاتها، بعد خروجها من محاربة الإرهاب منتصرة وأكثر ثقة في نفسها، لتتفرغ لبناء جيش احترافي جاهز ومتطور قادر على فرض هيبته في مصاف الجيوش المحترفة عدة وعتادا.
فالجيش الجزائري حسب اخر احصائيات لمعهد غلوبل فاير باور في دراسة له 2020 احتل، المركز 28 عالميا، الثالث عربيا والثاني افريقيا والاول مغاربيا، فهي معطيات تؤهله ليلعب الدور المحوري في المنطقة وحماية مصالح الجزائر الجيواستراتجية وجعلها رقم مهم فاعل في الاحداث الدولية بدلا من الاكتفاء بدور المتفرج كما كان طيلة السنوات الماضية، فالامن الداخلي مرتبطا بمدى التأثير الخارجي، انطلاقا من مبدأ خير وسيلة للدفاع الهجوم."
وفي نهاية المقال خلص الكاتب والدبلوماسي الصحراوي ان "كل المعطيات والأرقام تشير إلى أن الجزائر خرجت من النفق المظلم بأقل الأضرار، بل فاجأت الحلفاء قبل الأعداء بعودتها بسرعة وبذكاء وباكثر قوة إلى المسرح الإقليمي والدولي معيدة للمنطقة توازنها الاستراتيجي المفقود."