-->

حرب الجيل الرابع (الحرب النفسية و تأثيراتها السلبية على المجتمعات) التخريب العقائدي : كجزء من الإستراتيجية المعادية (الجزء الخامس )


التخريب العقائدي : كجزء من الإستراتيجية المعادية .
الجزء الخامس من هذه السلسلة سنخصصه للتخريب الثقافي كجزء من الحرب الإيديولوجية والعقائدية التي تنتهج كأسلوب من الحرب النفسية او الحرب الناعمة لتدميرالأمم والشعوب وللسيطرة التامة على سلوكيات وذهنيات الفئات المستهدفة وتحقيق الهيمنة الشاملة للتحكم في مصيرهم وبالتالي ضمان تبعيتهم الثقافية ،الإيديولوجية ،السياسية ، الاقتصادية وكذا العسكرية .
تعرف الحرب الثقافية او التخريب الثقافي على أنه شكل من أشكال العنف السياسي ،الذي تثيره القوة الثقافية المهيمنة، بهدف السيطرة على عقول وقلوب الأفراد والجماعات والأمم و يهدف إلى تغيير وإفساد وإقامة تجانس ثقافات لتفرض قيم ثقافية زائفة.
وبما أنها حرب ذات بعد ثقافي تتواجه فيها طريقتان للحياة ،واحدة تقوم على الإمتلاك –قيمة الإنسان بما يملك من المال – بالرغم من انه دون إسهامات تذكر في المجتمع ، والآخر ، يقوم على الوجود وفيها الانسان مطالب بتقديم خدمة علمية وثقافية عامة أو ابتكار لصالح المجتمع والإنسانية و بالتالي هي حرب القيم الأخلاقية. 



إنها معركة الأفكار داخل قطاعات الهوية الثقافية والتعليمية،تعتمد أساسا على التسلل وأختراق الجامعات وصناعة الأفلام والمسرحيات والفنون الجميلة والفنون البصرية، من أجل طمس الهوية و الذاكرة الجماعية من خلال رؤية الحنين الى الماضي والتمرد على الواقع المعاش وتسويق كل انتاج خارجي بأنه هو الأفضل ،كذلك تشجيع وتمويل الفن السمعي البصري القبيح ، القذر،غير الأخلاقي ونعته بالتطور والإنفتاح على الحياة و نعت عكسه بالتخلف و الإنكماش و التعصب وتبنى أعلام ورموز أجنبية كجزء من الهوية الثقافية بمتابعة ابطال السينما والرياضة وتقليدهم واتخاذهم كقدوة في الحياة بغض النظر عن مستوياتهم .
لا تقتصر الحرب الثقافية على الأفلام و العلم ، بل تتخطى ذلك بكثير اذ أنها تمس من خصوصيات الناس في تقليد الملبس و المآكل و الحلاقة و طقوس الزواج والإحتفال بأعياد الميلاد ....الخ.
وبالرغم من ان الواجهة الثقافية اليوم تعرف كواجهة للتسامح والتعايش بين الحضارات إلا انها تحمل بين طياتها ومن خلال صناعة الأفلام والمسلسلات الكثير من الحقد والتمييز العنصري ،بنعت الثقافات الأخرى التى لم ترضخ للجهة الوصية بنعوت كالمتخلفة ،المتعنة،المتعصبة وبأنها ثقافة صنع الرعب و الموت و الدمار بخلاف ثقافتهم التي جاءت للعالم من أجل الإنفتاح وحرية التفكير و إختيار العقيدة و المعتقدات والحفاظ على الإنسانية ، كل هذه الصفات تهدف الى التأثير على المشاعر والأفكارالعامة، اليوم نحن نعيش هيمنة ثقافية شاملة في جميع أنحاء المعمورة.
شبكات التواصل الإجتماعي أصبحت اليوم من أنجع واسرع الوسائط لتمريرالرسائل ولاستهداف اكبر عدد ممكن من العامة كأسلوب من الأساليب المنتهجة للتخريب الثقافي .
ومن اجل تعميق المعرفة يجب علينا أن نفهم ظاهرة شبكات التواصل الإجتماعي ، كمصطلح نشأ في الإتصال والتواصل لصالح المجموعات والمجتمعات والمنظمات المرتبطة ببعضها البعض من خلال العلاقات الاجتماعية، كل هذا بفضل التقارب بين وسائل الإعلام و اقتصادها السياسي وتطوير التقنيات الموجودة ،بهدف التفاعل بين قناتين أو أكثر،كذلك هي عبارة عن هيكل يتكون من مجموعة من الجهات الفاعلة المرتبطة ببعض المعايير ،عادة ما يتم تمثيلهم من خلال رمز العلاقات كخطوط توحدها الجهات الناشطة.
لهذه الحرب كجميع أنواع الحروب النفسية او الحرب الناعمة فئات هشة وهي حطبها و التي يمكن تمرير هذه المخططات بسهولة من خلالها وبدون ان تشعر حتى تصبح جنودا مجندة في الصف الأول بإرادتها لتكون العدو الرئيسي لأوطانها وشعوبها .
ومن ضمن الفئات المستهدفة و الهشة نذكر منها:
الشباب : حيث يٌبحث من خلال هذه الفئة العمرية عن المتعطشين للتغيير ،قادة يتصفون بالكاريزمة والنشاط المعادي للنظام القائم و للقيام بذلك تستخدم المنح الدراسية في الخارج، تنظيم جماعات غير رسمية تحرض على الكراهية و العنف والقيام بأنشطة معادية للنظام والحث على العصيان المدني وخلق الفوضى وبث الإشاعات في اوساط المجتمع.
القطاع الخاص: التجار المديونين او الطامحين الى الربح الأعمى والسريع بجميع الطرق المتاحة وغير المتاحة.
المثقفون: هم المجموعة التي يتم من خلالها توجيه تدابير القيود الحالية نحو الطريق الأكثر دقة للتاثير على المجتمع من خلال إستعمال جميع الوسائط والوسائل الإكترونية والشبكة العنكبوتية ويتم تشجيعهم وتحفيزهم بمنحهم جوائزعالمية لإعطائهم تقدير وإحترام دولي مزيف على حساب قضاياهم وشعبهم .
وفي الأخير يمكننا القول بان أسلوب التخريب الثقافي للمجتمعات و الشعوب لايقل أهمية عن الأساليب الأخرى من هذه الحرب الناعمة أي الحرب النفسية التي تعد جزء لا يتجزأ من حرب الجيل الرابع و التي تهدف دائما الى التطبيع وقلب النظام القائم واستبداله بآخر يخدم مصالح جهة او بلد معين وهي التي تستعمل في زمننا هذا وقد اعطت نتائج جد ايجابية في العديد من دول العالم بالخصوص العالم الثالث، نتيجة لجهل وتخلف وعدم وعي شعوبها بالظاهرة اوبحجة معارضة النظام القائم او عدم الرضاء عن سياساته المنتهجة في أي ميدان او لحسابات ضيقة يحرق من خلالها الاخضر و اليابس في البلد لحساب مصالح خاصة . 
يتبع......
المامي حمادي اعبيدي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *