-->

ذكرى الميلاد


في العاشر من مايو ايار سنة ١٩٧٤ أُعلن عن ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب من مدينة أزويرات شمال موريتانيا في لحظة سيسجلها التاريخ بعد ذالك كواحدة من أهم و ابرز المحطات التاريخية في سجل تاريخ المنطقة و شعوبها ...
اُعلنت اذا جبهة البوليساريو كإطار قانون جامع و شامل و موحد لكافة مكونات شعب الصحراء الغربية الذي كان حينها يرقد تحت ظلمات المستعمر الاسباني منذُ حوالي ٨٩ سنة بينما يُنظر الى ارضه الصحراء الغربية كمقاطعة اسبانية حاملة للرقم الثالث و الخميس ضمن التقسيم الاداري للمقاطعات الاسبانية حينها .
ولدت البوليساريو في كنف موجة التحرر و ضمن امواج حركاته اليسارية حينها برزت دون التمرد على واقع و ايديولوجية شعبها ، سارعت الى رص صفوفه و حرصت على بناء خطوط سياساتها ضمن مناهج و مبادىء ثورية واضحة مكنتها من استقطاب الاف الصحراويين و من كل أقطاب المنطقة شيبا و شباب ...
أمام تقبل غالبية الصحراويين لميلاد الجبهة الشعبية و أمام موجة التطوع و الاستعداد الكبيرين الذي عبرت عنه الجماهير الصحراوية في كافة مناطق تواجدها بادرت البوليساريو عشرة ايام بعد إعلان ميلادها في مدينة ازويرات الموريتانية الى تنفيذ اول عملياتها العسكرية ضد التواجد الاسباني في الصحراء الغربية في منطقة الخنگة وسط إقليم الصحراء الغربية معلنة بذالك و في تحدي واضح للمستعمر الاسباني عن انطلاق عملها المسلح ضده ...
و جاء في بيان جبهة البوليساريو حينها ( إزاء تشبث الاستعمار بالبقاء مسيطراً على شعبنا العربي الأبي، ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزق وفصله عن الأمة العربية ، وإزاء فشل كل المحاولات السلمية.. تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كتعبير جماهيري وحيد متخذة العنف الثوري والعمل المسلح، وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي إلى الحرية الشاملة من الاستعمار الإسباني. )

برزت اذا جبهة البوليساريو و هو إختصار إسباني للتسمية الرسمية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وعد الذهب باللغة الاسبانية كحركة سياسية و عسكرية دون أن تنسى كافة عوامل نجاحها داخل القواعد الشعبية في المدن و القرى و البوادي و دول الجوار حيث أسست لزيارات ميدانية لكافة تواجدات الجسم الصحراوي في المنطقة و المهجر و المواقع الطلابية لايصال رسالتها و صوت شعبها شعب الصحراء الغربية ...
واصلت الكفاح المسلح ضد المستعمر الاسباني و باشرت في الدفاع عن حرمة أراضي شعبها عندما اتفق الاسبان مع المغرب و موريتانيا على تقسيم إقليم الصحراء الغربية في غياب تام لارادة الشعب الصحراوي ...
صمدت طيلة ١٦ عام من الحرب الدروس جالت فيها وحدات جيش الجمهورية الصحراوية المعلنة من طرف جبهة البوليساريو في السابع و العشرين من فبراير سنة ١٩٧٦ كافة بقاع المنطقة دفاعاً عن شرف الامة الصحراوية و حقها الثابت في الحرية و الاستقلال ...
من اغا و طاطا و الطنطان في جنوب المغرب الى باسكنو و النعمة و العاصمة الموريتانية انواگشوط هي الاخرى لم تنجو من نيران حرب فُرضت على الصحراويين ليجدوا انفسهم مجبرين على الدفاع عن مقدساتهم و حقهم الثابت .
خاضت اكثر من معركة سياسية و قانونية و اعلامية طيلة مسيرتها التي باتت على مشارف نصف قرن من الزمن و ظلت واقفة و ثابتة و شامخة بصمود شعبها و بأعمدة حقه الغير قابل للتصرف ، حملت مشروع الدولة الصحراوية الى كل بقاع العالم و شيدت سفاراتها في كوبا و فينزويلا بامريكا اللاتينية و في الجزائر و نيجيريا و جنوب افريقا و في اديس ابابا في ماما افريكا لتتكفل تمثيليات البوليساريو في إيصال صوت الجمهورية الصحراوية في كل من مدريد و برلين و لندن و موسكو و باريس و استوكهولم و واشنطن و في عقر دار الامم المتحدة لتكتمل الرسالة بعد ال٤٨ سنة من الجهود بان لا تراجع و لا استسلام لدى الصحراوين دون تحقيق حلمهم في بناء دولتهم المستقلة على كافة ربوع الصحراء الغربية
بقلم - اسلوت امحمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *