الندوة الفكرية على نهج الشهداء نسير "الوعي الحقيقي بالواقع الإجتماعي لا يكون إلا نخبويا" (مؤطر)
قدم الخبير الصحراوي في مجال حقوق الانسان ومنسق اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان باوروبا الاخ الحسان اميليد مداخلة فكرية قيمة خلال اشغال الندوة الفكرية على نهج الشهداء نسير التي نظمتها وكالة الانباء المستقلة اليوم الاثنين بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الشهيد الرئيس محمد عبد العزيز وفيما يلي نص المداخلة:
السلام عليكم،
تحية نضالية لكم جميعا،وإلى أفراد الجيش الشعبي الصحراوي ،وجماهير شعبنا المناضلة في المناطق المحتلة، والمناطق السليبة ،وفي المواقع الجامعية ،والأسرى المدنيين في سجون الإحتلال.أولا دعوني ابدأ بشكر القائمين على تحضير الندوة،ولي الشرف ان اتدخل أمامكم مساهمة في التفكير في السير على نهج الشهداء عملية، تتطلب حقيقة معرفة نهجهم ،فكرهم ووعيهم،ولا بد لبلوغ هذا الهدف من دراسة خطابهم،لأن الشهداء رحمة الله عليهم لم يتركوا كتبا بخط ايديهم , لأن المقاومة شغلتهم عن التدوين ولكن تركوا لنا موروثا، هائلا من المواقف والحكم والأقوال،وخصوصا الخطابات السياسية ,التي نركز عليها باعتبارها وعيا ذاتيا بالحقبة التاريخية ، وفي هذا الإطار , يقول الشهيد محمد عبد العزيز رحمة الله عليه:
أجيال تتلاحق على هذه القضية حتى انتزاع النصر ويقدم من خلال خمس كلمات , درسا هائلا في التعبئة ,في الإستراتيجية،في الإستمرارية،في الإيمان ببلوغ الهدف، ولكن عبر العنف الثوري بكلمة، انتزاع النصر، وهذه الجملة ،حقيقة، غاية في الإيجاز لأنها أعطت دروس ومفاهيم ورسالة للأجيال في خمس ألفاظ، وفي الحقيقة فكر الشهيد محمد عبد العزيز هو فكر الجيل الأول هو فكر الشهيد الولي رحمة الله عليهم،وفي تساؤل عن فهم هذا الجيل للتنظيم،للقانون الدولي،للدولة الصحراوية،
يقدم لنا الشهيد الولي رحمة الله عليه درس إعجاز في القانون الدولي,حيث يقول
:أعلن الشعب العربي في أرض الساقية الحمراء وواد الذهب على انه شعب منظم،شعب حضاري شعب يفهم،شعب ما يقبل الفوضى ،شعب يفهم المنطق العالمي والشرعية الدولية،وبالتالي آعلن التزامه مع هذا المنطق وهذا المفهوم، واعلن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية طبقا،لقرارت الأمم المتحدة،والمجموعة الإفريقية،ومجموعة عدم الانحياز، و الرأي الإستشاري لمحكمة العدلية ،وتقرير البعثة الأممية لتقصي الحقائق،......الخ
كلام الشهيد الولي كان من صميم القانون الدولي،ويحدد من خلاله الوضعية القانون للصحراء الغربية من وجهة نظر المجموعات الدولية الموجودة وكانت , ثلاثة مجموعات ومحكمة العدل الدولية ولجنة تقصي الحقائق،وكانت هذه ,هي وحدها مصادر مصادر التشريع الدولي وأساس الشرعية الدولية.
وللأسف سيداهمنا الوقت وإلا أتينا على قرارت كل منها ذات الصلة بالقضية ولضربنا أمثلة على ما يقصده الشهيد الولي بتطابق اعلان الجمهورية مع ماصدر من تشريع دولي في حق الشعب الصحراوي حتى ذلك الوقت.
. lيجمع الشهيدين
رحمة الله عليهم بين الخطاب السياسي الجيوستراتيجي, والمحاججة القانونية ،ويتكلم عن تنظيم الشعب الصحراوي وفهمه والتزامه بالمنطق العالمي في اشارة ،إلى التعاطي مع الشروط الموضوعية التي توفرها الجغرافية السياسية في ذلك الوقت ،وسماها بالمنطق، وربطها مع الأساس القانوني والشرعية الدولية وسماها بالمفهوم لأن الحقوق والحريات،والشرعية تسمى بمفاهيم مفهوم حقوق الإنسان،مفاهيم القانون الدولي .
عبقرية الشهيدين محمد والولي أنهما كانا يمارسان الخطاب السياسي كسياسيين محنكين, ويتكلمان عن القانون الدولي كمختصين أو فقهاء القانون باستعمال المفاهيم الفنية الخاصة بالقانون حتى في الخطابات المرتجلة
،مجموعة من الأحكام التي يمكن استنباطها:
ان الدولة الصحراوية أعلنت كخيار استراتيجي وكيان للشعب الصحراوي،يتمتع بالشرعية الكاملة طبقا لكل مصادر التشريع الموجودة،وشعبها يفهم المنطق العالمي ويلتزم به، ولم تأت فقط لملئ الفراغ الإداري الذي خلفه خروج المستعمر كما ينظر البعض ،لأن قيام الجمهورية الصحراوية كان اصلا هي السبب المباشر لخروج المستعمر وليس العكس
كما يشكل هذا الطرح المضمون الفكري والإيديولوجي الذي يدعم اعتراف المجموعات الدولية بالجمهورية ،وهذا نحتاجه اليوم. ..
وفي اخر هذا الكلام يقول الشهيد الولي باننا اصحاب حق ،واصحاب هق شجعان نضحي بكل شئ من اجل شئ واحد هو الكرامة وهنا يتطابق مع قول الشهيد محمد عبد العزيز في مسألة انتزاع النصر
لان الثورة والتغيير ليست خيارا تختاره الأطر متى شاءت لكنها شروط تاريخيا يوفرها الواقع الإجتماعي تتحول إلى عملية تغيير وحركة فتح شاملة أو ثورة عارمة حينما يتطابق معها الوعي الذاتي للأطر التي تجعلها في متناول الإدراك الذاتي الجماعي للشعب القائد الحقيقي للثورة، وهذا باعتبار نخبوية الوعي لأن الوعي الحقيقي بالواقع الإجتماعي لا يكون إلا نخبويا ، ولأن آليات الفهم والتحليل والنقد واستنباط الأحكام والقدرة على الإنتاج الفكري المتفاعل مع الواقع الإجتماعي في علاقتهما الجدلية في الحقبة المحددة بالزمان والمكان وللأسف ليس في متناول كل الناس.
المبادئ الستة عشر تهدينا إلى فهم اندلاع الثورة الصحراوية التي تكونت شروطها التاريخية الذاتية والموضوعية،ووجدت جيل من الرجال والنساء تكمن عبقريته في التطابق التام بين وعيهم الذاتي لهذا الواقع الاجتماعي المحيط بهم وقدرتهم على التخلص من ضغط هذا الواقع والفعل فيه ومن أراد ان يسير على نهجهم التحليل العلمي بوصلته والتضحية من اجل الشعب مآله وبقية المبادئ نهجه، وخدمة الشعب سبيله للخلود والخلود للشهداء الأبرار واستسمح إن أطلت
تحياتي لكم جميعا مرة اخرى وكل الوطن او الشهادة.
وكل الوطن الشهادة
حسان ميليد علي :الندوة الفكرية على نهج الشهداء نسير