-->

عندما هرب الحسن الثاني من مدينة العيون

الصحراء الغربية 05 نوفمبر2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ قبل أيام
من المسيرة الغازية المغربية للصحراء الغربية في نوفمبر 1975م،قال الحسن الثاني في خطاب له موجها الكلام لشعبه "العزيز": "شعبي العزيز، أسبوع ونشرب الشاي في مدينة العيون."
على الجانب الآخر كان الرئيس الجزائري هواري بومدين يستمع لهرطقة الحسن الثاني، فرد عليه وهو يبتسم ابتسامته الهادئة:" الصحراء عندها رجال.. إذا شربت الشاي في العيون وأنا حي أعطيك شلاغمي تديرهم نعناع." وضحك وهو يصلح برنوسه فوق كتفيه ويعود لصمته المعتاد..
لم يشرب الحسن الثاني الشاي في العيون في خلال أسبوع ولا في خلال عام ولا حتى في عشرة أيام. والحقيقة أنه بسبب الخوف من عمليات المقاتلين الصحراويين، والخوف من تهديد بومدين الذي كان يعرف الجميع أنه إذا توعد ينفذ، لم يتجرأ الحسن الثاني على زيارة العيون وبومدين حي.
بعد موت الأسد بومدين بست سنوات، تجرأ الحسن الثاني الثعلب على زيارة العيون بعد أن تمت محاصرتها كليا من طرف الجيش ورجال الأمن والمخزن، وحين نزل كان الخوف يقتلعه من جذوره.. زار ساحة أم السعد و"دشنها" ثم أختفى في المدينة. وحتى يخاف أكثر ويهرب في الليل أعنلت إذاعة البوليساريو في المساء ان المقاتلين الصحراويين يحاصرون مدينة العيون وانهم مدججون بصواريخ سام وينتظرون أن تطير طائرة الحسن الثاني ليسقطوها.. وكما هو معروف، فإن أخطر محاولة أنقلاب حدثت ضد الحسن الثاني كانت ضد طائرته البوينغ التي أصيبت ونجا هو في سنة 1972م. تلك الطائرة أصبح الحسن الثاني يبجلها ويحترمها ودفع به الأمر إلى استدعاء شركات أمريكية وفرنسية لترميمها، وحين تم الترميم والصيانة والإصلاح ذهب بها الحسن الثاني إلى الحج، وأطلق عليها المغاربة، تهكما، " الحاج بوينغ"..
في العيون، حين سمع الحسن الثاني من إذاعة البوليساريو ذلك المساء أن المدينة محاصرة بصواريخ سام، الصواريخ التي كان المغرب يخشاها وسبق وأسقطت له الكثير من الطائرات في تلك السنوات، وأنهم ينتظرون صعود طائرة الحسن الثاني ليسقطونها، وأن المنطقة واقعة تحت الحصار، تملكه الرعب وعرف أن نهايته أصبحت وشيكة، خاصة في أرض عدوة، وبينه مع شعبها عداوة تاريخية.. فكر الحسن الثاني، ثم أمر ثلاث طائرات أن تطير في نفس الوقت وركب هو في إحداها وهرب من العيون، وكانت تلك الزيارة الأولى والأخيرة له لها..
حين قام الجيش المغربي، في اليوم الثاني، بعملية تمشيط للمنطقة لم يجد لا صواريخ ولا قوات البوليساريو، وكل ما حدث كان عملية دعائية قامت بها البوليساريو لجعل الحسن الثاني يفر، وهو ما حصل فعلا..

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *