-->

هل بدأ المغرب في عد اخر ايامه في الصحراء الغربية؟


دخل المغرب منعرجا غير مسبوق في معركته مع المنتظم الدولي والعالم التي قارب عمرها نصف قرن من التزوير للتاريخ وتأجيل الكشف عن الحقيقة ،لكن الأخيرة قررت أن تنكشف وتسجل حضورها في شهر مارس قبل ابريل وعلى لسان القاضي الأول في النظام الدولي في زيارة متأخرة ليصارح العالم بما ظل المغرب يخفيه بالغربال، فوضع النقاط على الأحرف موضحا ان المغرب محتل، مذكرا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1979 الذي أكد ان النظام المغربي قوة احتلال مطالبة بضرورة الانسحاب من المناطق التي احتلها دون أن يحرك ساكنا، مفتعلا بذلك ازمة مدوية مع الأمم المتحدة سمع الجميع جعجعتها اليوم دون أن يرى طحينها. 
المغرب و خيبات الأمل المتتالية 
انتهج المغرب سياسة النعامة منذ الوهلة الأولى بعدما عجز عن تحمل ضربات الدبلوماسية الصحراوية الموجعة مستسلما لواقع الامر فلم يجد عن سياسة الكرسي الفارغ والهروب الى الامام بديلا مخافة تجسيد الشعب الصحراوي لدولته حقيقة ماثلة أمام العالم ممثلة برئيس ليس ككل الرؤساء، قائد شعب مقاوم استحق مكانته بصمود الكل من حوله بالدماء والدموع والتضحيات منتزعا احترام الأعداء قبل الأصدقاء، لتستمر تلك المسيرة مواكبة لكل التطورات والقارة الإفريقية تنشد في كل محافلها الحرية لآخر مستعمرة مكللة كل تلك القرارات بالضغط المستمر على المغرب ودعاة التوسع والاحتلال من أجل الامتثال للشرعية الدولية رغم تلك المناورات البائسة والمعزولة للمخزن في مستنقع الاستحمار ممتطيا ظهر حماره الوحشي التائه في أدغال افريقيا، بعد طرده من عمق الإجماع الافريقي الرافض لمنطق الاحتلال وسياسة الابرتايد التي ضحى في رفضها زعماء كتبوا تاريخ القارة السمراء بأحرف من ذهب. 
المغرب، وأوربا والتحول المفروض.... 
تعيش المنطقة على صفيح ساخن بين الرمال المتحركة بداً من أزمة مالي المزمنة إلى ليبيا المشتعلة وصولا الى المغرب من الداخل وصراع صامت بين أجنحة المخزن الفاسدة في معركة احتلال المساحات وتوسيع دائرة الاستفادة من إرث الملك المريض المصادق عليه في قانون مجلس وصاية العرش والاستعباد وما تبعه من خيبات الأمل المتتالية في مشهد مثير يختزل حالة البؤس المعاش والقطرة التي أفاضت الكأس في غمرة أفيون بانكيمون والركوب على تصريحاته حتى لا يأخذ الموضوع نقاشا جديا بين النخبة المغربية الشريفة وليست النورسية منها، التي تقتات على فتات المخدرات وعطايا "أمير المؤمنين" المسمومة والريع المخزني وما لذلك من تأثير على المشهد الداخلي المغربي من أزمات توشك على الانفجار، رغم مسكنات صراع الطواحين الهوائية الصبيانية واتباعه سياسة رعناء وافتعال الخصومة داخليا باعتبارها ماركة مسجلة باسم تكنولوجيا النظام المغربي غير انها وللأسف اصبحت رثة تجاوزها الزمن بحكم عدت عوامل، اهمها طي صفحة الماضي وانتصار الدول الوازنة بقوة الحق للحقيقة والعدالة الشرعية 
قرار المحكمة الاوربية المنعطف التاريخي 
يتفق الجميع ان الاحتلال المغربي بات يعيش اخر لحظات عمره في الصحراء الغربية وهي حقيقة باتت جلية لكل المتتبعين للمشهد السياسي اليوم، فبعد ان شرد وقتل واستباح ما فوق الارض وما تحتها كل هذه السنين، نجده كحالة كل استعمار غبي لم يستوعب الدرس الاهم في التاريخ والجغرافيا، القائلة ان ارادة الشعوب لا تقهر مهما طال الزمن او قصر، فالمنعطف الاخير الذي شهدته القضية الصحراوية من خلال جملة من الاحداث المتسارعة جعلت المتتبعين يقرأون الكثير بين سطور هته الاحداث فقرار المحكمة الاوربية التاريخي ببطلان الاتفاقية التجارية بين المغرب و الاتحاد الاوروبي، وما ترتب عنه من ردود الفعل، ادخلت المغرب وحلفائه التقليدين وخاصة فرنسا في نفق مظلم يستحيل فيه الرجوع الى الوراء بحثا عن المخرج السليم، ففي بعدها القانوني هي شهادة وفاة شرعية و قانونية من اهم محكمة دولية لا يمكن التشكيك في مصداقيتها و حكمها لا يباع ولا يشترى في سوق النخاسة الذي ألفه المغرب بدعم من فرنسا في هكذا مواقف، دون ان ننسى القيمة القانونية السياسية للقرار الذي يوازي قرار محكمة العدل الدولية حينما اطلق على المغرب رصاصة الرحمة بعدم اوجود اي روابط بينه وبين الصحراء الغربية. 
و في حالة حاول حلفاء النظام المغربي التلاعب او الاخلال بالقرار فان المعركة ستكون اوروبية بامتياز فالدول التي تقدس القانون، لا يمكنها ان تقبل باي تأويل قد يمس من القرار، وهو ما يفتح الموضوع على سيناريوهات احلاهما مر بالنسبة لحلفاء المخزن. 

قبول القرار اذا من طرف فرنسا و اسبانيا يعني اعلان القطيعة مع المغرب، وخسارة اقتصادية كبيرة لهما نتيجة الامتيازات الممنوحة بسخاء من طرف النظام المغربي.

او التضحية بقرار المحكمة الاوربية وهذا ما يعني الصراع بين شمال اوروبا وجنوبها وقد تكون نهاية الاتحاد الاوروبي ليتكسر التحالف الاوربي على صخرة القضية الصحراوية.
و هذا ما يجعلنا جازمين ان القضية الصحراوية باتت غاب قوسين او ادنى من حتمية النصر بحكم عدة معطيات فيما سلف ذكره .
الى جانب وضعية البوليساريو القوية في جبهتها الداخلية، وحضورها الدولي المكثف كونها صمام امان لكل الخيارات المستقبلية للشعب الصحراوي ،وكذلك ما يعيشه الحليف الاستراتيجي من وضعية مريحة على مختلف الميادين بالرغم من ان الخطر والأعداء يتربصون به على طول الحدود.
بقلم الاستاذ : حدي الكنتاوي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *