-->

السقوط المدوي لأيقونة المرحلة الانتقالية ببوركينافاسو





دعا الرئيس البوركيني روك مارك اكريستيان في رسالة نصية قصيرة الوزير الأول السابق في المرحلة الانتقالية يعقوب إسحاق زيدا، للعودة إلى البلاد في 19 فبراير 2016.
وقد استجاب الجنرال زيدا لأوامر الرئيس البوركيني، والذي يشغل كذلك منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكنه بعد مضي أسابيع على دعوته للعودة إلى البلاد، إلا أنه لم يأت إلى واغادوغو، وإنما ظل يعيش بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، حيث توجد عائلته منذ الفترة الانتقالية.
وأثناء وجوده الأخير في باريس يومي الرابع والخامس ابريل الجاري في أول زيارة رسمية له إلى فرنسا، حث كابوري الوزير الأول السابق للعودة إلى البلاد، واحتلال المكانة المرموقة به هناك.
وقال زيدا في تصريح لصحيفة لوموند أنه "سيعود بوحده لبوركينافاسو عندما يتقلد مسؤولية من مستوى ما" مضيفا أن "أقل ما يمكن قوله أن "الخطوة لم تنجح".
استياء وملفات
في الواقع يتلكأ يعقوب إسحاق زيدا في العودة مع عائلته، لأنه يتابع في العديد من الملفات تتعلق بالفترة الانتقالية ـ العسكرية المدنية، والتي تتولى خلالها زمام الأمور لمدة عام صحبة الرئيس ميشيل كافاندو. وقد بدأت العدالة بالفعل في فتح العديد من القضايا التي أدرج فيها اسم الجنرال زيدا.
وسيستفسر زيدا على وجه الخصوص بخصوص "الإدارة المبهمة" لمبلغ مالي ينهاز 1.3 مليار افرنك إفريقي أي حوالي مليوني دولار، التي أدرجها تحت بند "الموازنة العسكرية"، وأودعها في أحد البنوك المحلية، صحبة أحد أتباعه القائد تيوفيل نيكييما Théophile Nikiéma.
وإلى جانب ذلك فإن الوزير الأول السابق مطالب كذلك بتقديم تقرير حول "الحيازة المثيرة" له ولزوجته رهاناتا كابوري للعديد من الأراضي بالحي الراقي "واغا 2000".
فأي سقوط إذا كان ذلك حصل ممن كان ينظر إليه على أنه البطل المثالي للمرحلة الانتقالية، ورغم أنه جنرال في الجيش، فإن رئيس الوزراء السابق لم يعد محل ثقة ولا ائتمان، ولا يحظى بدعم الجيش، فلم تشفع له الرتبة ولا المنصب، حيث أن قيادة الأركان العامة تواصل تحريك حكم قضائي ضده بشأن "عدم الشرعية" متهمة إياه باغتصاب رتبة "لواء".
وينظر "رجال الصف" إلى زيدا ك"حفار النظام للأمن الرئاسي"، ويقولون إنه لم ينجز أي شيء حينما كان في السلطة، لصالح تحسين ظروف المهنة العسكرية.
جواز السفر الدبلوماسي وبعض التغييرات
لقد أصبحت المصالحة بين الصديقين السابقين شبه مستحيلة، وإن حافظا على نقطة مشتركة، تتمثل في المطامع في الانتخابات الرئاسية المرتقبة عام 2020.
خلال نهاية الفترة الانتقالية أجرى الجنرال زيدا "50 عاما" الكثير من المشاورات، ثم وضع جدول أعماله، وفق هدف واضح، وهو العودة إلى العمل من خلال صناديق الاقتراع عام 2020، كما فعل ذلك من قبله الجنرال آمادو توماني توري عام 2002، وكذا جون جيري راولينغس في غانا عام 1992.
ويستند زيدا فيما يتعلق باستراتيجية العودة على عدد من الانجازات بما في ذلك الأرباح من تسيير الفترة الانتقالية 2014ـ2015، والتي أضحى يستشهد بها وتتخذ كمرجع في القارة الإفريقية.
ويسعى زيدا إلى خدمة طموحه، فهو "ممول الحرب التي راكم، وكذا التبديلات التي أجرى، ووضع أصحابها في مواقع استراتيجية من السلطة قبل رحيله". وكان ينتظر بهدوء عام 2020 بصفته سفيرا لبوركينافاسو بواشنطن، حيث يعبر الحدود كل نهاية أسبوع نحو أسرته بكندا.
كان زيدا يحلم ـ حتى إنه لم يترافع بخصوص قضيته مع الرئيس كابوري، والتي كتبها السفير الأمريكي بواغادوغو ـ بأن يشغل منصب سفير بوركينافاسو لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أشار له بخصوصه الرئيس كافاندو، وقال إنه سيصدر مرسوما بتعيينه خارج مجلس الوزراء، ودون أي إعلان، وهذا ربما كان السبب في أنه لم يصبح سفيرا لواغادوغو بواشنطن، وفق ما يريد هو.
وقد تسبب ذلك الإخفاق إلى جانب الاضطرابات السياسية ـ القانونية في انهيار الاستراتيجية التي كان يراهن عليها زيدا عام 2020.
ومع ذلك فإنه تمكن من تجديد جواز سفره الدبلوماسي قبل أن يغادر بوركينافاسو، كما حافظ على علاقاته داخل بعض منظمات المجتمع المدني. ولسنا ندري، ربما يكون ذلك يخدم بوركينافاسو.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *