-->

التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالعيون: النضال المدني مفتوح على جميع الخيارات في ظل سياسات التضليل و فرض الأمر الواقع


الصحراء الغربية المحتلة 19 أبريل 2016 ( وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة) - جريا على عادتها لم تترك السلطات المغربية أي هامش للمعطلين الصحراويين المنضوين تحت إطار التنسيق الميداني، لممارسة حقهم الديمقراطي الطبيعي في الاحتجاج دفاعا عن حقوقهم الاقتصادية و الاجتماعية، فبعد جميع تلك الأساليب القمعية الرهيبة التي مارستها السلطات المغربية في حق المعطلين الصحراويين على مستوى يومه الاثنين 18 أبريل/نيسان من أمام محكمة الاستئناف بالعيون، ضاعفت السلطات المغربية حجم قيودها المفروضة على الحق في التظاهر و الاحتجاج السلميين بحيث لجأت إلى القمع المفرط من جديد مساء الثلاثاء 19 أبريل/نيسان، لمنع المعطلين من تنظيم وقفة احتجاجية سلمية مطالبة بالحق في الشغل و فتح تحقيق مستقل لمحاسبة المتورطين في تعذيب الشهيد "إبراهيم صيكا"، نظمها التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالطريق الرئيسي للمدينة "شارع السمارة" عند تقاطعه مع شارع "المامون" في حدود الساعة السابعة و النصف مساء بالتوقيت المحلي.
لجوء السلطات المغربية من جديد للقمع المفرط بغاية منع المعطلين الصحراويين من التظاهر، نجم عنه إصابة العديد منهم بعد الاعتداء عليهم من طرف عناصر الشرطة بالزي المدني و الرسمي ثم القوات المساعدة بإشراف من ضابط الأمن المدعو "الرضواني أدا أمبارك"، نذكر منهم: "محمد بابيت" "السالك قاضي" "حما هلاب" "مصطفى بنطالب" "المحجوب لحويمد" "الصحراوي أمبارك" "محمد مولود منصور" "فاطمة الزهراء كريطة" "الوافي الراسي" "محمد أصغير" "خليهن بوعجلة" "البشير باها" "محمد سالم ماحا" "الحسين أهل الطالب" "لمسيح لحبيب" "فاطمتو الطاهير" "الركيبي محمد منصور" "محمد بشاع" "سيداتي جعفري"، الذين نقل أغلبهم للمستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.
للحد من استمرار مشاركة المعطلين الصحراويين بالوقفات الاحتجاجية السلمية المطالبة بالحق في الشغل و الاستفادة من عائدات الموارد الطبيعية للمنطقة، عملت السلطات المحلية و الامنية بالعيون من جديد إلى تطبيق سياسية الحصار البوليسية على جميع المنافذ المؤدية للمكان المفترض للتظاهر "تقاطع شارعي السمارة و المامون"، بحيث اصطفت عشرات العربات الأمنية على طول المكان المذكور، وذلك لخلق الذعر في صفوف المعطلين.
إن التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالعيون، يجدد التأكيد بأن جميع الضغوطات و الأساليب التي تواصل الدولة المغربية فرضها عليه لن تزيده سوى الاصرار للتمسك بالمطالب الاجتماعية و الاقتصادية الشرعية التي تضمنها جميع المواثيق و المعاهدات الدولية، مؤكدا تصميمه المبدئي الوقوف بجانب عائلة شهيد حركة المعطلين الصحراويين "إبراهيم صيكا" إلى حين فتح تحقيق مستقل للكشف عن المتورطين في التعذيب المفضي للموت، باعتباره جريمة سياسية محرمة دوليا، مستنكرا جميع أنواع الضغوط الممارسة على عائلة الشهيد بهدف إقبار الجريمة السياسية.
إن التنسيق الميداني، بعد اضطلاعه على مضمون التقرير السنوي للسيد الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص المنطقة، ليستهجن تلك الادعاءات و المزاعم الباطلة التي حاولت البعثة المغربية بجنيف تقديمها للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بخصوص معركة الامعاء الفارغة التي خاضها حوالي تسعة عشرة من أعضائه خلال الفترة ما بين 12-25 يناير/كانون الثاني 2016، بمقر جميعة الدفاع عن حقوق الإنسان بالعيون، التي عانوا خلالها من جميع أشكال الحصار و المنع من حق الاستفادة من الزيارات العائلية و التواصل مع الصحافة و المنظمات الحقوقية المحلية، وقطع التيار الكهربائي ثم الماء في بعض الفترات، معتبرا إياها محاولات تضليل للمجتمع الدولي، كما يسجل بارتياح دعوة السيد الأمين العام المغرب إلى ضرورة استفادة الصحراويين من ثرواتهم وفق ما ينص عليه القانون الدولي.
كما يدعو التنسيق الميداني جميع المعطلات و المعطلين الصحراويين المنضوين تحت إطاره، الاستعداد لجميع الخيارات النضالية المدنية الكفيلة بانتزاع الحقوق الاجتماعية الشرعية في ظل سياسية التضليل و فرض الأمر الواقع الممارس على الفئات الاجتماعية الصحراوية المقهورة، سيرا على خط الرفيق البطل الشهيد "إبراهيم صيكا"، داعيا جميع الإطارات التنظيمية للمعطلين بالمداشر الصحراوية إلى ضرورة مواصلة الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحق في الشغل و المنددة بالجرائم السياسية المقترفة في حق المعطلين التي وصلت لحد التعذيب المفضي للموت، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من التسيب الامني بسبب تنامي الجريمة الناجمة عن الفقر المدقع.
مجددين دعوتنا لضرورة التدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة حوالي خمسة عشرة طالبا صحراويا يواصلون خوض إضراب مفتوح عن الطعام منذ 23 مارس/اذار الفارط للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم و ضمان محاكمة عادلة بعد حملة التحريض الشوفينية التي شنتها عليهم وسائل إعلام رسمية في غياب كامل للمهنية، وذلك للحيلولة دون حصول كارثة إنسانية.
عن التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالعيون المحتلة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *