-->

دفين بئر لحلو؛ آلام وذكريات فخر:


كثيرون هم العظماء وذوو العزة ، الذين ذكرتهم الدنيا وطواهم الثرى ومجدتهم البشرية .. تلك سنة الله في خلقه إلى أبد ألآبدين ؛ غير أن الملفت في ذلك هو إختلافهم في مستوى الشيوع وطبيعة الذكر وظواهره المخلدة وتنوعها وطرق إكتسابها ؛ فمنهم من خلده العلم ومنهم من خلده الفن ومنهم من خلده حب الشعب والوطن والإفتتان بهما إلى درجة الولع والوله ؛ من هؤلاء ـ بيقين الجميع ـ دفين بئر لحلو ، الشهيد المرحوم محمد عبد العزيز، عزيز كل الوطنيين والوطنيات ومفخرة كل الصحراويين والصحراويات ، مهما إختلفت هشاربهم وتباينت أهواؤهم ؛ ليس لكونه د فع روحه ثمنا للحرية .. فهذا يماثله فيه كثيرون ، لكنه حازعنهم إجماع الكل حوله وإعجابهم به وإن نازعه البعض ذلك أو أنكره عليه أحيانا. ـ من موقع المسؤولية ، لامن موقع الإنسانية ، طبعا ـ سواء عنده العاكف والبادئ في مشروع تحريرالوطن الصحراوي بقيادة الجبهة الشعبية. فبفرط التأثر الذي ألم بنا وقياسا على خلفياتنا الثقافية ، نحن الصحراويين دون غيرنا سوف نجد صعوبة كبيرة في إيفاء الرجل حقه من التعظيم والثناء والإشهاد على المستوى الشخصي ولوسلكنا لذلك المسالك وأتبعنا الدروب ، فكم من مكتوم أو منسوب من الأحداث والوقائع عفا الزمن على من صنعوها ، دون أن تعلم عنهم .. والشواهد كثيرة وكثيرة و الثابت أن ما بصاحبنا من جنة ، فهو رائد من رواد الحركة الوطنية الصحراوية في بعدها الوطني الإستقلالي الذين أحدثوا ثورة في العقلية الصحراوية التي كانت تستبعد مواجهة إسبانيا الإستعمارية (رابحة لتسعة وتسعين كيرا؛ يعني حربا) وربطوا شمال الوطن بجنوبه وشرقه بغربه في الوقت الذي كان البعض يزين في المخيلة سياسة الإلحاق بالأجنبي... وتأكد شيئا فشيئا أن الذين إعتبرا الفعل مجازفة في حينها، هم أول من إنتصرلها في النهاية وما إن تناصت سنة 1976م حتى تم ودء مشرع الإستعمار الإسباني وحلفائه في الشمال والجنوب ، لتبدأ مرحلة أخرى أكثر شراسة وعنفا ؛ كان الشهيد محمد عبد العزيز مربط فرس الصحراويين الوطنيين فيها. باالطبع؛ في مثل هذه الأقادار المقدرة التي تجتازها الشعوب ، لاينبغي أن تكون فيها الإعتقادات أو التأويلات متباينة أومختلفة لفعل واحد ـ الصحراء الغربية ، صودرت سيادتها الوطنية بفعل تآمر أجنبي ، لكن شعبها حافظ على حقه في الإستقلال والحرية بكفاحه البطولي الشهم ولن يقبل تحت أي طائل أن ينال هذا المصاب الجلل من سيرورة كفاحه الوطني بقيادة الجبهة الشعبية وسيستعيد حيويته وعنفوانه ويصبح أمضى وأكثر سخاء بفلذات أكباده من أجل أن تنعم أجياله اللاحة بالكرامة وفرض خياره الوطني ـ الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، السيدة على ترابها الوطني ـ الساقية الحمراء ووادي الذهب ـ والتاريخ مثل الجعرافيا ؛ مايزيد على أربعين عاما من الظلم والإعتداء، لم تفقدنا شخصيتنا وخيارنا السياسيي وهذا هو السبب اليوم والبارحة وغدا بالنسبة لنا نحن الصحراويين الذي وطننا على أن نبغي غير الإستقلال والحرية بديلا ، ذالكم عهدنا مع الشهداء من البشير لحلاوي إلى محمد عبد العزيز
بقلم: ابراهيم السالم ازروك الجماني

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *