-->

السلم و الأمن و الإصلاحات المؤسساتية في جدول أشغال القمة ال30 للاتحاد الإفريقي


اديس ابابا 27 يناير2018 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- تتناول الدورة العادية ال30 لندوة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي التي ستعقد يومي الأحد و الاثنين بأديس أبابا ( اثيوبيا) العديد من القضايا ذات الأهمية القصوى بالنسبة للقارة، لا سيما تلك المتعلقة بالسلم والأمن ومكافحة الإرهاب و كذا الإصلاحات المؤسساتية.
تحت شعار "الانتصار في مكافحة الفساد: مسار مستدام لتحويل إفريقيا" تعقد الدورة ال30 العادية لندوة رؤساء دول و حكومات التي يشارك فيها رئيس الجمهورية الصحراوية الامين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي.
يرافقه وفد هام يضم كلاً من السادة محمد سالم ولد السالك وزير الشؤون الخارجية، فاطمة المهدي الامينة العامة لاتحاد الوطني للنساء الصحراويات، ادة ابراهيم حميم وزير التنمية الاقتصادية، حمدي الخليل ميارة الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الافريقية، عبداتي ابريكة المستشار لدى رئاسة الجمهورية، لمن اباعلي، السفير الصحراوي باثيوبيا و الاتحاد الإفريقي، الى جانب اعضاء البعثة الدبلوماسية الصحراوية لدى اثيوبيا و الاتحاد الافريقي.
وتشكل قضايا السلم و الأمن موضوع جدول أشغال اجتماع القادة الأفارقة الذين سيتباحثون الوسائل الكفيلة بالتصدي على وجه الخصوص إلى الراديكالية و التطرف العنيف اللذين يعتبران العاملان الرئيسيان للتهديد الإرهابي.
فالعديد من المناطق في إفريقيا تواجه انعدام الأمن، لا سيما منطقة البحيرات العظمى و قرن إفريقيا و منطقة الساحل الصحراوي، حيث تشكل التيارات الإرهابية تهديدا حقيقيا بالرغم من الجهود التي تبذلها الدول.
و سيتم تناول الآليات الكفيلة بالوقاية من الإرهاب و التي تمت المبادرة بها بالتشاور بين الدول الإفريقية على رأسها الجزائر التي دعت مرارا إلى مكافحة هذه الآفة بتبني مقاربة شاملة تجمع بين التنمية الاقتصادية و مكافحة التطرف مع التأكيد مجددا على معارضتها لدفع الفديات للجماعات الإرهابية من أجل تجفيف مصادر تمويلها.
و بمناسبة هذه القمة، ستعرض الجزائر تقريرا حول الوقاية من الإرهاب و التطرف العنيف و محاربتهما في إفريقيا. وتعد هذه الوثيقة من أهم المواضيع المدرجة في الدورة العادية لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي و المرتقبة يومي الأحد و الاثنين.
و ستقدم الجزائر هذه التقرير في إطار المهمة الموكلة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي عيّن سنة 2017 من قبل نظرائه منسقا للاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف في إفريقيا و الوقاية منهما.
وتم تعيين الرئيس الجزائري لهذه المهمة تقديرا وعرفانا له على التزامه الشخصي و المجدد في مجال مكافحة الإرهاب الدولي على غرار المساهمة "المعتبرة و المؤكدة " للجزائر في التعبئة الدولية حول مكافحة هذه الظاهرة.
و تحضيرا لقمة رؤساء الدول و الحكومات يعقد مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي دورته العادية التي سيترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفحص لاسيما الإستراتيجية الإفريقية لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف.
و في نفس السياق، سيدرس رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي الأوضاع في ليبيا. ومن المقرر في هذا الشأن عقد قمة أخرى من المستوى الرفيع حول هذا البلد يرأسها رئيس الكونغو دوني ساسو نغيسو.
و من المقرر أيضا عقد اجتماع لجنة العشرة المعنية بإصلاح مجلس الأمن و كذا دراسة تقرير مجلس السلم و الأمن حول تسوية النزاعات في إفريقيا.
فضلا عن المسائل الأمنية، سيبحث القادة الأفارقة مسألة إصلاح المنظمة القارية بحيث سيتم انتخاب رئيس الدولة الأوغندي، بول كاغامي على رأس الاتحاد الإفريقي خلفا للرئيس الغيني، ألفا كوندي الذي توشك عهدته على الانتهاء.
و كان الرئيس ألفا كوندي الذي كلف بملف الإصلاحات المؤسساتية للاتحاد الإفريقي قد جمع فريقا من 9 شخصيات افريقية أعد معها برنامج عمله من أجل النجاح في هذه المهمة الحساسة
و من بين المسائل المدرجة في برنامج الإصلاحات الاستقلال المالي لمنظمة إفريقية يعتمد تمويلها بنسبة 80 بالمائة على الخارج و كذا ضريبة كابيروكا على الواردات (2ر0 بالمائة في السنة) و الأجوبة فيما يخص مسألة الهجرة سيما بعد فضيحة العبيد في ليبيا، إضافة إلى مسائل النزاعات السياسية و كذا تشبيب إطارات الاتحاد.
و في هذا الشأن، اعتبر نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السيد توماس كويسي كوارتي أنه من الضروري التوفر على موارد إنسانية مؤهلة بإدراج الشباب الذي يعتبر -كما قال- مستقبل القارة.
وعلاوة على الإصلاحات، هناك مواضيع أخرى ستعكف عليها القمة ال30 التي ستتعرض بشكل مطول لردود الفعل المناسبة لحل معضلة الهجرة التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة و تسببت في وقوع كوارث إنسانية عرض البحر الأبيض المتوسط.
وينتظر أن يدرس القادة الأفارقة أيضا أسباب هذه المعضلة و التي تكتسي بالدرجة الأولى طابعا اقتصاديا، حسبما تمت الإشارة إليه في أديس أبابا، وهو ما يتطلب استجابات اقتصادية عن طريق تشجيع جهود التنمية عبر القارة و تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.
ويرى الملاحظون أن هذا التعاون يجب أن يكون متعدد القطاعات ولا ينحصر فقط على الشق الأمني بحيث يجب أن يشمل خاصة الميدان الاقتصادي الذي هو في صميم عمل المنظمة الإفريقية وهذا في إطار أجندة 2063.
و من بين المجالات التي يعتزم الاتحاد الإفريقي التركيز عليها هناك مكافحة الفساد التي تم اعتمادها موضوعا رئيسيا للدورة العادية ال30 لندوة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي بالنظر إلى ثقلها على اقتصادات القارة الافريقية.
و حسب تقديرات الخبراء، فإن الفساد يكلف الدول الإفريقية 50 مليار دولار أمريكي في السنة بالرغم من تعدد الهيئات المستحدثة أو الاستراتيجيات و لاتفاقيات التي تم إطلاقها من طرف الدول أو الاتحاد الإفريقي.
هذا وانعقد الاجتماع التنفيذي قبل انعقاد الدورة العادية ال30 لندوة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي المزمع عقدها يومي الاحد و الاثنين .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *