-->

31 اكتوبر ..جرائم الاجتياح تطارد الاحتلال



في مثل هذا اليوم 31 اكتوبر من سنة 1975، شرع نظام الاحتلال المغربي في غزو الصحراء الغربية معتمدا على "قوته العسكرية" تنفيذا لارادة التوسع والعدوان التي اوضحها ملك المغرب الحسن الثاني، يوم 16 اكتوبر 1975 في خطاب اعلان مسيرة "الاجتياح" المغربية في الصحراء الغربية
ولم تكن تلك المسيرة، سوى "مظلة" دعائية لاخفاء جريمة "حرب الإبادة"التي شنها منذئذ النظام المغربي على الشعب الصحراوي، في خرق سافر للمواثيق والقرارات الدولية
تلكم الخطوة التي جاءت مباشرة بعد نشر راي محكمة العدل الدولية وفي تزامن كذلك مع تقرير لجنة تقصي الحقائق الاممية
في ذكرى الغزو يستحضر الصحراويون جرائم الاحتلال التي باتت اليوم تشكل "وصمة عار" في جبين نظام الرباط على شاكلة جرائم العنصرية البائدة في جنوب افريقيا وغيرها، كما اوضحت ذلك تقارير هئيات دولية وازنة التي رافعت على مدار اربعة عقود عن "فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية" على الرباط كتلك التي فرضتها الحكومات الافريقية على نظام الابرتايد والميز العنصري في جنوب القارة،والمفارقة ان نظام الرباط يتودد هذه المرة للدول الافريقية التي طردته قبل ثلاثين سنة من الحظيرة الافريقية.
في ذكرى الغزو تشخص كذلك جرائم المقابر الجماعية في اجديرية، والقنبلة بالنابالم والفوسفور في ام ادريكة، امكالا، التفاريتي
لقد كشف تقرير "فدرة لكويعة" بعضا من تلك الفظائع كما وثقتها من قبل عديد المنظمات والهئيات الدولية في تقاريرها التي بات نظام الاحتلال المغربي يجد نفسه "مطاردا" بسببها في عديد المنتديات الدولية، بل ان المسألة طالت علاقات نظام الرباط الدولية كما هو الحال في علاقاته بالاتحاد الاوربي الذي كان صريحا في كشف مغالطات الاحتلال وحصيفا في مواقفه رغم المصالح الكبيرة والتي تجد باريس مرافعة عنها ليس امام الاتحاد الاوربي بل وفي مجلس الامن الدولي .
وفي الذكرى تحضر صور التشريد التي رفقت هجرة الصحراويين من ديارهم هربا بجلودهم واحتمائهم بالجبال والوهاد والاودية في ذلك الخريف الاسود واشتاء الادهم
ويحضر كذلك جانب من صور وصنوف القمع الذي لم يتوقف يوما حتى في وجود الامم المتحدة ومبعوثها الشخصي، كريستوفرروس وغيره من المفودين الدوليين الذين مروا من هناك.
اليوم وبعد مرور عقود على الاجتياح الغادر تظل ارادة "التشبت" بالتوسع و "العدوان" متواصلة يرثها الابن عن الاب لدى النظام في المغرب، فكانت جولة ملك المغرب الاستجدائية في افريقيا "نفخا" في ذلك المشروع "المشروخ" في "اصله وفصله"، لذلك لم يفلح يوما في "تكسير" ارادة التضامن الدولي والافريقي بخاصة في ظل المقاومة المترسخة لدى الشعب الصحراوي، المتسلح بالايمان بالقضية وبقدسية الاهداف ومشروعية الهدف ونبل المقاصد في ظل تضامن وتاييد دولي تزداد رقعته يوما بعد اخر.
صور عصية على النسيان في وجدان وضمير الانسان في الصحراء الغربية :
مع تدفق اللاجئين السوريين على اوربا، الذي بدا منذ سنة، ظهرت صور فظيعة ايقظت ضمير العالم المريض بالسياسة والمصالح ،خاصة صورة ذلك الفتى الذي قذف البحر جثته على الشاطئ التركي، فيما تناسلت الاف الصور المعبرة عن محنة وكارثة انسانية جرفتها الحرب القذرة في سوريا وبينت تلك الصور،هبة شعوب كان ضميرها نائم .. فصور الهاربين بجلودهم من موت محقق ،عادت معها صور اخرى للاذهان كان لها الوقع على الراي العام خاصة صورة تلك الفتاة الهاربة من قصف الامريكيين لقريتها في الفيتنام سنة 1972 ،وصورة تلك الفتاة التي كانت ضحية لوحش مفترس في السودان ..ومشاهد من فلسطين، اختزلتها صورة الطفل الدرة وغيره .. لكن الراي العام تجاهل وبطريقة انتقائية التذكير ولو بالنزر اليسير صور اخرى لا تقل فظاعة عن تلك،انها صور رحلة الصحراويين الفارين بجلودهم من غزو الاجتياح المغربي-الداداهي، اكتوبر 1975 والمفارقة ان نفس المشاهد برزت في اكتوبر2015 مع تساقطات الامطار الطوفانية لكنها لم تجد طريقها في وسائل الاعلام
لقد تجاهل العالم ومن جديد وبأسف، الاشارة لما وقع للصحراويين الهاربين يومها من قصف الطائرات وقنبلة النابالم والفوسفور، والقري التي هجرها اهلها وتحولت الى اشباح في اجديرية،الفرسية وحوزة،والتي كان مصيرها يومها "التعتيم" واليوم "التجاهل" .. يا للمفارقة، رغم ان ما وقع لاخوانهم السوريين في محنتهم، وفي التنكر لهم من طرف بني جلدتهم من العرب، هو ذاته الذي وقع لاخوانهم من طرف النظام في المغرب وشريكه يومها في الخيانة النظام في موريتانيا في ظل "مؤامرة دولية" لعب فيها الاستعمار الاسباني المتواطئ مع القوى الاخرى في الولايات المتحدة، الدور الابرز،سواء في تقسيم الصحراء الغربية او في حرمان شعبها من حق تقرير المصير وتشريده من ارضه، هذا الشعب الذي لازال يندب حظه، في ظل تقاعس الامم المتحدة ومجلس الامن عن اداء مهامهما في حفظ والامن الدوليين ..
يومها كان الصحراويون عرضة للقنبلة والمطاردة في ام ادريكة والقلتة والتفاريتي،فيما كانت المدن تحت السيطرة حيث يساق الصحراويون نساء،شيبا وشبابا نحو السجون والتصفية الجسدية، فيما تسوق الة الاحتلال تلك الجرائم على انها مسيرة واعراس .. في اكذوبة لازال النظام في المغرب يلوكها رغم تقادمها ..
ولم يجد يومها الصحراويون من يقف بجانبهم سوى الاشقاء في الجزائر وفي ليبيا القذافي واليمن، و من بعض الشعوب الاوربية.
بقلم: السالك مفتاح

Contact Form

Name

Email *

Message *