رسالة إلى احفاد المسيرة ...

في مثل هذا اليوم 31 اكتوبر تشرين الأول، و قبل ثلاث و اربعون سنة مضت، كان والدك او جدك او حتى انت نفسك، ضحية لاكاذيب ملك جبار مستبد، فرض عليكم ان تكونوا وسيلة لتحقيق احلامه التوسعية، من خلال ضمه لأرض جيرانكم من الجنوب، ارض الساقية الحمراء و وادي الذهب، من خلال مؤامرة حيكت في ليلة مظلمة حالكة، ضد شعب اعزل مسالم لا يعرف إلا السلام يكرم الضيف اذا حل بارضه، و يطعم الفقير او المسكين.

جئتم الى تلك البلاد، و اكرمكم اهلها ليس حبا في من دفع بكم، و انما كي تدركون انكم تجاوزتم حدود ملككم، و دخلتم ارض الغير أنا متاكد انكم عرفتم ذلك، من خلال ما تفاجأتم به من إختلاف في اللسان و الملبس و حتى المأكل والمشرب.

عزيزي حفيد المسيرة ...

لقد بلغتَ من العمر عتيا، و كبرت في ارض اكلت من خيراتها، و عندما تتامل من حولك فانك سترى حقيقة الامر في الشارع، حيث الهامر العسكرية و سيارات القمع المقعرة بفعل تعرضها لحجارة أبناء الارض.

اَوَلا تستوقفك تلك النساء اللاتي يسحلن و يضربن و يسبّن في كل زقاق و شارع، ليس لشئ سوى لأنهن رفضن وجود المحتل الذي دفع بك ليختبئ ورائك.

الصحراء الغربية ليست محرمة على المغاربة الاحرار الاشقاء، حينما يناصرون إخوانهم الصحراويين في السراء والضراء، هناك منكم من اكتسب عاداتنا و تقاليدنا العربية الاسلامية الاصيلة، و وقف على الحقيقة بأم عينيه و ادرك أنه كان ضحية لاكاذيب المخزن، الذي كان يخدم مصالح الملك و حاشيته، و الكثير من المغاربة يدرك كذبة القرن.

إنكم حين تقفون مع انفسكم لمراجعة تاريخ وصولكم الى هنا، فإنكم ستندمون و قد حملتم على انفسكم تشريد شعب، و قتل ابرياء و انتهاك حرمات و تيتم اطفال، و غيرها من المآسي التي كنتم سببا فيها دون ان تدرون.

ان الشعب الصحراوي سيبقى يكافح و يناضل، و بكل الطرق و الوسائل الشرعية حتى يحقق حلمه، الذي انشده منذ وجود الاستعمار الاسباني، على ارضه هذا الشعب الذي حارب اسبانيا و فرنسا ليس في الصحراء الغربية فقط، بل حتى في المغرب و موريتانيا و الجزائر، حتى اتفقت عليه قوى الاستعمارين في موقعة اوكوفيون الشهيرة، لبتر مقاومته ظنا منها انها ستقصي على اماله و احلامه في طلبه للحرية و الإستقلال.

في مثل هذا اليوم اردت ان اخبركم بهذه المعلومات، كي تدركوا الطريقة الهمجية الساقطة التي وصلتم بها الى هذه الارض الطيبة المعطاء، الا و هي المسيرة السوداء.

بقلم: بلاهي ولد عثمان