حوالي 300 أسباني يتأهبون للسفر إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ردا على تحذيرات خارجية بلادهم

يتأهب حوالي 300 أسباني من عدة مقاطعات اسبانية للسفر إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (الجزائر) في الأيام القادمة على الرغم من حالة التأهب التي أصدرتها الحكومة الاسبانية بأن "هجومًا مزعوما" ضد الإسبان قد يحدث وشيكًا في المنطقة، وهو ما فندته الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو اليوم الخميس في تعليقها على بيان الخارجية الاسبانية.

وفي اول تعليق لحركة التضامن الاسبانية مع الشعب الصحراوي ، وصف رئيس تنسيقة الجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي، خوسيه تابوادا ، في حديثه إلى EFE ان هذا التنبيه  "غير مبرر على الإطلاق" وأكد أن جبهة البوليساريو تضمن الأمن في مخيمات اللاجئين.

في رأيه ، هذا الإنذار له صله بالزيارة التي قام بها يوم الأربعاء إلى مدريد وزير خارجية المغرب ، ناصر بوريطة، الذي التقى برئيس الحكومة بالنيابة ، بيدرو سانشيز. وأضاف أن المغرب يحاول "التدخل" و "كبح" تضامن الآلاف من الأسر الإسبانية التي تتعاون بشكل دوري ومنتظم مع الصحراويين الذين يعيشون في المخيمات.

وقال "إذا كان هناك أي شخص يرغب ، بسبب هذه المخاوف ، في إلغاء رحلته لأنها تسببت في عدم الارتياح ، فعليه إلغاءها ، لكننا نوصي بعدم القيام بذلك". وأوضح أنه في الأيام القليلة المقبلة ، يخطط حوالي 300 إسباني من إقليم الباسك و نافارا و كاستيلا إي ليون و كاستيلا لا مانشا وبلنسية ، و آخرين ، للسفر إلى المنطقة ، سيسافر معظمهم برحلات منتظمة ، على الرغم من أنه من المخطط أيضًا رحلة مستأجرة بين بلباو وتندوف.

وعبرت الحكومة الصحراوية في بيان اليوم الخميس، عن استغرابها الشديد للتصريحات المريبة التي أوردتها وزارة الخارجية الاسبانية يوم الأربعاء محذرة فيها المواطنين الإسبان من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين.

وشكك بيان الحكومة في توقيت صدور التصريح الإسباني الذي "يأتي مباشرة بعد لقاء جمع وزير الخارجية الإسباني بنظيره المغربي"، داعيا "الحكومة الإسبانية إلى التوقف عن هذا الاستهداف المخجل للشعب الصحراوي والعمل، بدل ذلك، على تحمل مسؤوليتها السياسية والقانونية والأخلاقية في التعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، بتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال".
ومن جانبها أعربت ممثلية جبهة البوليساريو باسبانيا عن إدانتها لتصريحات وزارة الخارجية الإسبانية بخصوص تحذير رعاياها من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين.

جاء ذلك على لسان ممثلة جبهة البوليساريو باسبانيا ، عضو الأمانة الوطنية السيدة خيرة بلاهي أباد خلال ندوة صحفية نشطها بالعاصمة الإسبانية مدريد ،التي أعتبرت التصريحات غير دقيقة و تفتقد للمصداقية.

وأضافت الدبلومسية الصحراوية أن هذه التصريحات أثارت حفيظة كافة فعاليات المجتمع المدني الإسباني و نشطاء وإعلاميين ومهتمين متضامنين مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة .

وأشارت خيرة بلاهي إلى أن جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية تسعى دائما ومستعدة للمساهمة في استتباب الأمن والإستقرار في المنطقة من خلال التعاون المشترك مع كافة دول الجوار في مواجهة الجريمة العابرة للقارات التي يعتبر المغرب أحد اضلاعها الرئيسيين.

وطمأنت ممثلة جبهة البوليساريو بمدريد جميع المتضامنين لعدم تأثير هذه المعلومات المنافية للحقيقة التي تستهدف النيل من نضال ومقاومة الشعب الصحراوي الذي يحضر لعقد المؤتمر الشعبي العام الخامس عشر بمنطقة تفاريتي المحررة .

وفي ردها على أسئلة الصحفيين أكدت خيرة بلاهي أن هذا البيان يعتبر غطاءً سياسيا للمآسي والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي منذ عقود والمتمثلة في الاحتلال المغربي للشعب الصحراوي.